على أربعمائة ألف دينار، وقد أديت منها مائتي ألف ونيفا وأربعين ألف دينار فاستحضرني يوما وطالبني بالباقي وحدني فيه وأرهبني ولم يرض منى إلا إن أجبت أن أؤدي خمسين ألف دينار قاطعة للمصادرة على أن يطلق ضياعي. قال: ونحن في ذلك ولم يأخذ خطى به بعد إذ خرج إليه خادم من دار حرمه برقعة فقرأها ونهض فكان بحضرته أخي أبو علي الحسين بن وهب وهو غالب عليه إلا أنه يخافه أن يتكلم في أمرى وهو يرى ما يجرى ولا يقدر أن يكلمني ولا يكلمه، فلما قام الوزير رمى إلى أخي برقعة لطيفة فوقعت في حجري فإذا فيها: جاءني الخبر الساعة من دارك ان قد رزقت ابنا خلقا سويا وهو جسم بغير اسم فما تحب أن يسمى ويكنى؟ فقلت له: عبيد الله أبو القاسم.
فكتب بذلك في الحال إلى منزلي قال: وتداخلني سرور بذلك وقوة نفس وحدثت نفسي بأنك تعيش وتبلغ وانتفع بك قال: وعاد محمد إلى مجلسه فأعاد خطابي فلم أستجب له وأخذت أدافع. فقال لي يا أبا أيوب: ما ورد عليك بعدى، أرى عينيك ونفسك ووجهك بخلاف ما خلفتك منذ ساعة.
فقلت ما ورد على شئ. فقال: والله لئن لم تصدقني لأفعلن وأصنعن. فقلت ما عندي ما أصدق عنه. فأقبل على أخي فقال لتخبرني بشأنه فخافه أخي فصدقه عن الصورة فسكن وقال له: أتعرف لأي شئ قمت أنا؟ فقال: لا. قال كوتبت بأن ولدا ذكرا سويا قد ولد لي فدخلت فرأيته وأسميته باسم أبى وكنيته بأبي مروان. قال سليمان: فقمت إليه وقبلت يديه ورجليه وهنأته وقلت: أيها الوزير هذا يوم مبارك وقد رزقت ابنا فارحمني، وارع سالف خدمتي لك، واجعل ابني موسوما بخدمة ابنك، يسلم معه في المكتب، ويتعلمان وينشوان في دولتك، فيكون كاتبا له فحملته اللدادة والقسوة التي فيه إلى أن قال يا أبا أيوب: أعلى تجوزني وتستفز وتخاتل قد حدثتك نفسك بأن ابنك هذا يبلغ المبالغ، وتؤمل له الوزارة؟ ورجوت في نوائب الزمان وقلت: أرجو أن يحتاج ابنه إلى ابني حتى يطلب منه الاحسان والفضل. فإذا استحلفك بالله وأحرج عليك ان بلغ ابنك هذا المبلغ الا