(وما ذكرته) في هذا الكتاب عن علي بن مهزيار (1) فقد رويته عن الشيخ المفيد أبي عبد الله عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمهما الله عن أبيه علي بن الحسين بن بابويهومحمد بن الحسن " بن الوليد خ ل " عن سعد بن عبد الله
(1) علي بن مهزيار أبو الحسن الأهوازي الدورقي ثقة صحيح جليل القدر واسع الرواية من أصحاب الأئمة الرضا الجوادوالهادي عليهم السلام. وكان علي بن مهزيار نصرانيا فهداه الله وقيل أسلم وهو صغير ومن الله عليه بمعرفة هذا الامر - يعني التشيع - وتفقه واختص بابي جعفر الثاني عليه السلام وتوكل له وعظم محله منه وكذلك الإمام الهادي وتوكل لهم في بعض النواحي وخرجت إلى الشيعة فيه توقيعات بكل خير، وكان إذا طلعت الشمس سجد فكان لا يرفع رأسه حتى يدعو لألف من إخوانه بمثل ما دعى لنفسه وكان على جبهته مثل ركبة البعير، خرجت فيه توقيعات تدل على عظم شأنه وعلو مقامه فمنها ما جاء في كتاب لأبي جعفر الثاني عليه السلام إليه " قد وصل إلي كتابك وقد فهمت ما ذكرت ما فيه وقد ملأتني سرورا فسرك الله وانا أرجو من الكافي الدافع أن تكفى كيد كل كائد انشاء الله " وجاء في كتاب آخر منه عليه السلام " واسئل الله ان يحفظك من بين يديك ومن خلفك وفي كل حالاتك فأبشر فاني أرجو ان يدفع الله عنك والله اسئل أن يجعل لك الخير فيما عزم لك به... " ومنها في جوابه وقد سأله التحلل لما في يده والتوسع عليه فكتب عليه السلام " وسع الله عليك ولمن سألت التوسعة له من أهلك وأهل بيتك ولك يا علي عندي أكثر من التوسعة، وانا اسئل الله ان يصحبك العافية ويقدمك على العافية ويسترك بالعافية انه سميع الدعاء " ومنها ما جاء في كتابه عليه السلام إليه " بسم الله الرحمن الرحيم يا علي أحسن الله جزاك وأسكنك جنته ومنعك من الخزي في الدنيا والآخرة وحشرك الله معنا، يا علي قد بلوتك وخبرتك في النصيحة والطاعة والخدمة والتوقير والقيام بما يجب عليك، فلو قلت اني لم أر مثلك رجوت ان أكون صادقا فجزاك الله جنات الفردوس ولا خفي علي مقامك ولا خدمتك في الحر والبرد في الليل والنهار فاسئل الله إذا جمع الخلائق للقيامة ان يحبوك برحمة تغتبط بها انه سميع الدعاء " صنف أبو الحسن كتبا كثيرة وهي مثل كتب الحسين بن سعيد وزاد عليها وقيل إن مصنفاته تزيد على ثلاثين كتابا، روى عنه اخوه إبراهيم والعباس ابن معروف وأحمد بن محمد بن عيسىوعلي بن الحسن بن فضالوالحسين بن سعيد وخلق كثير غيرهم، توفي سنة 229 ترجمه إسماعيل باشا ومن أصحابنا النجاشي والكشي والشيخ والعلامة وغيرهم.