الصفوف ولو كان فيهن حائض انفردت بارزة عنهم وعنهن. [الثالث] الصف الأخير في الصلاة على الجنائز أفضل من الصف الأول روى الشيخ عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال النبي صلى الله عليه وآله خير الصفوف في الصلاة المقدم وخير الصفوف في الجنائز المؤخر قيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله ولم قال صار سترة للنساء. [الرابع] ينبغي أن لا يتباعد عن الجنازة بل يقف قريبا منها وأن يصلي جماعة ولو صليت فرادى جاز كما صلي على النبي صلى الله عليه وآله. * مسألة: ولو صلى على جنازة فحضرت أخرى قبل الاتمام تخير في الاتمام على الأولى واستيناف الصلاة على الثانية وفي استيناف الصلاة عليهما معا لان مع كل واحد من هذين الامرين يحصل الصلاة عليهما وهو المطلوب لما رواه الشيخ في الصحيح عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام قال سألته عن قوم كبروا على جنازة تكبيرة أو ثنتين ووضعت معها أخرى كيف يصنعون؟ قال: إن شاؤوا تركوا الأولى حتى يفرغوا من التكبير على الأخيرة وإن شاؤوا وقفوا الأولى فأتموا التكبير على الأخيرة كل ذلك لا بأس به. * مسألة: ويصلى على الجنائز في كل وقت ما لم يتضيق وقت فريضة حاضرة ذهب إليه علماؤنا أجمع وبه قال الشافعي وقال أبو حنيفة يكره الصلاة عليها عند طلوع الشمس وغروبها ونصف النهار وبه قال ابن عمر وعطا والنخعي والأوزاعي والثوري وإسحاق وعن أحمد روايتان. لنا: ما رواه الجمهور أن أبا هريرة صلى على الجنازة والشمس على أطراف الجدر وعنه أنه صلى على عقيل حين اصفرت الشمس ولم ينكر عليه ذلك ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ في الصحيح عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال يصلى على الجنازة في كل ساعة أنها ليست بصلاة ركوع ولا سجود وإنما يكره الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها التي فيها الخشوع والركوع والسجود ولأنها تغرب بين قرني الشيطان وعن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله عليه السلام هل تمنعك شئ من هذه الساعات عن الصلاة على الجنائز فقال لا وفي الصحيح عن عبيد الله الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال لا بأس بالصلاة على الجنائز حين تغيب الشمس وحين تطلع إنما هو استغفار ولأنها صلاة مفروضة فلا تكره في هذه الأوقات ولأنها صلاة ذا سبب فجاز فعلها في الوقت منهي عنها كما يجوز بعد العصر احتج المخالف بما رواه عقبة بن عامر قال ثلث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وآله ينهنا أن يصلي فيهن وأن نقبر فيه موتانا وذكر هذه الساعات الثلث والجواب: أنه محمول على أنه نهى أن يتحرى ذلك الوقت بالصلاة على الجنازة وقد روى الشيخ عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يكره الصلاة على الجنائز حين تصفر الشمس وحين تطلع وهو خبر شاذ وفي طريقه أبان وفيه قول فلا اعتداد به في مخالفة الأحاديث الصحاح. فروع: [الأول] لا يكره الصلاة عليها ليلا وقال الحسن البصري يكره. لنا: ما تقدم وما رواه الجمهور أن سكينة صلى عليها ليلا ودفنت ليلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فلم ينكر فقال الا أذيتموني فقالوا كرهنا أن نوقظك وصلى على قبرها ومن طريق الخاصة ما رووه من الصلاة على فاطمة عليها السلام ليلا. [الثاني] لو حضرت الجنازة والمكتوبة تخير في تقديم أيهما شاء وقال أحمد يبدأ بالمكتوبة إلا الفجر والعصر لان ما تقدم وقت منهي عن الصلاة فيه. لنا: أنهما صلوتا فرض فلا أولوية ويؤيده ما رواه الشيخ عن هارون بن حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا دخل وقت صلاة مكتوبة فابدأ بها قبل الصلاة على الميت إلا أن يكون مبطونا أو نفسا ونحو ذلك وعن جابر قال قلت لأبي جعفر عليه السلام إذا حضرت الصلاة على الجنازة في وقت مكتوبة فبأيهما أبدأ فقال عجل الميت إلى قبر إلا أن تخاف أن يفوت وقت الفريضة فلا تنتظر بالصلاة على الجنازة طلوع الشمس ولا غروبها وفي الصحيح عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام قال سألته عن الصلاة على الجنائز إذا أحمرت الشمس أيصلح أو لا قال: لا صلاة في وقت صلاة وقال إذا (رجت) الشمس فصل المغرب ثم صل على الجنائز و مع وقوع التعارض ثبت التخيير. [الثالث] لو خيف فوت أحدهما تعين السبق فلو تضيق وقت الحاضرة بدأ بها ولو خيف على الميت بدأ بالصلاة عليه لان المبادرة إلى ما يخاف فوته يحصل الجمع بين الواجبين فيكون متعينا أما لو تضيق معا فالأقرب المبادرة إلى الفريضة لان مع تأخير الجنازة يكون المحذور أقل مما يحصل لو أخرت الفريضة. * مسألة: ويكره الصلاة على الجنائز في المساجد والأفضل الاتيان بها في المواضع المختصة بذلك المعتاد بها إلا بمكة وبه قال مالك وأبو حنيفة وقال الشافعي وأحمد ولا يكره في المساجد. لنا: ما رواه الجمهور عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال من صلى على الجنازة في المسجد فلا شئ له ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ عن أبي بكر بن عيسى بن أحمد العلوي قال كنت في المسجد وقد جئ بجنازة فأردت أن أصلي عليها فجاء أبو الحسن الأول عليه السلام فوضع مرفقه في صدري وجعل يدفعني حتى أخرجني من المسجد ثم قال يا أبا بكر ان الجنازة لا يصلى عليها في المسجد ولأنها مخالفة للفرائض اليومية فاستحب تجنب المساجد عنها كالعيدين ولأنه لا يؤمن على الميت من الانفجار فتجنب المسجد عنها استطهارا احتج المخالف بأن سعيد بن أبي وقاص لما مات قالت عائشة أدخلوه المسجد لأصلي عليه فأنكروا عليها ذلك فقالت أن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى على سهل بن بيضا في المسجد ولأنها صلاة فأشبه بغيرها من الصلاة والجواب عن الأول:
أنه لا حجة فيه أما أولا فلانه فعل عائشة فجاز أن يكون غير راهن لنا. ثانيا: فلان الصحابة أنكروا عليها ذلك ولو لم يعلم كراهية ذلك لم ينكروها. وأما ثالثا فلانها امرأة مأمورة بترك الخروج من منزلها وقد (أرادت) الصلاة عليه فأمرهم لهذه الفائدة وفعل النبي صلى الله عليه وآله ذلك في واقعة سهل يدل على الجواز ونحن نقول به والقياس باطل لوقوع الفرق بما قلنا من عدم الامن من الانفجار. فروع: [الأول]