المصيبة أن يتميز عن غيره لتعزية الناس ويعرفونه فيقصدون إليه وروى ابن بابويه عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام قال ينبغي لصاحب الجنازة أن لا يلبس رداء وأن يكون في قميص حتى يعرف ووضع رسول الله صلى الله عليه وآله ردائه في جنازة سعد بن معاذ رحمه الله غسل عن ذلك فقال رأيت الملائكة قدر وضعت (أرديتها) فوضعت ردائي روى الشيخ عن الحسين بن عثمان قال لما مات إسماعيل بن أبي عبد الله عليه السلام خرج أبو عبد الله عليه السلام فيقدم السرير بلا حذاء ولا رداء وفي الحسن عن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال ينبغي لصاحب المصيبة أن يضع ردائه حتى يعلم أنه صاحب المصيبة.
فرع: قال الشيخ في المبسوط يجوز لصاحب الميت أن يتميز من غيره بإرسال طرف العمامة وأخذ من فوقها على الأب والأخ فأما غيرهما فلا يجوز على حال وسوى بن إدريس في المنع بين الأب والأخ وغيرهما والأقرب عندي ما قاله الشيخ لأنه قد ورد استحباب التميز بنزع الرداء وكذا بإرسال طرف العمامة وأخذ منه (ووقفوها) ويؤيد تعليل الصادق عليه السلام حديث آخر روى ابن بابويه عن الصادق عليه السلام قال ملعون ملعون من وضع ردائه في مصيبة (عين بها) يشتمل على فصول روى الشيخ أنه يستحب أن يوضع عند الجريدة مع الميت كتاب يقول قبل أن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم أشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ثم يكتب بسم الله الرحمن الرحيم شهد الشهود المسلمون في هذا الكتاب أن أخاهم في الله عز وجل فلان بن فلان ويذكر اسم الرجل أشهدهم واستودعهم وأقر عندهم أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا صلى الله عليه وآله عبده ورسوله وأنه مقر بجميع الأنبياء والرسل وأن عليا عليه السلام ولي الله وإمامه وأن الأئمة من ولده أئمته وأن أولهم الحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي ومحمد بن الحسن القائم الحجة عليهم السلام وأن الجنة حق والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأن محمدا صلى الله عليه وآله عبده ورسوله جاء بالحق وأن عليا ولي الله والخليفة من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ومستخلفه في أمته مؤديا لأمر ربه تبارك وتعالى وأن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وابنيها الحسن والحسين ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسبطاه وإماما الهدى وقائدا الرحمة وأن عليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا وحسنا والحجة القائم عليهم السلام أئمة وقادة إلى الله جل وعلا وحجة على عباده ثم يقول للشهود يا فلان ويا فلان للمسلمين في هذا الكتاب أثبتوا لي هذه الشهادة عندكم حتى يلقوني بها عند الحوض ثم يقول الشهود يا فلان يستودعك الله والشهادة والاقرار والآحاد موعود عند رسول الله صلى الله عليه وآله ويقرأ عليك السلام ورحمة الله وبركاته ثم يطوي الصحيفة ويطيع بخاتم الشهود وخاتم الميت ويوضع على قبر الميت مع الجريدة ويكتب الصحيفة بكافور وعود على جبهة غير مطيب. فصل: روى ابن بابويه عن الصادق عليه السلام ما من أحد يموت أحب إلى إبليس من موت فقيه وسئل عن قوله تعالى: (أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) فقال فقد العلماء وسئل عن قوله تعالى: (أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر) فقال توبيخ لابن ثمانية عشر سنة. فصل: وروى ابن بابويه عن الصادق عليه السلام قال ما يخرج مؤمن من الدنيا إلا برضا وذلك أن الله تبارك وتعالى يكشف الغطاء حتى ينظر إلى مكانه من الجنة وما أوعد الله له فيها وينصب له الدنيا كأحسن ما كانت له ثم يخير فيختار ما عندنا ويقول ما أصنع بالدنيا وبلاها فلقنوا موتاكم كلمات الفرج وقال عليه السلام: الموت كفارة ذنب كل مؤمن. فصل: وروى أيضا عن الصادق أن ولاية علي عليه السلام براءة في ثلاثة مواطن حيث يسره عند الموت وعند الصراط وعند الحوض وملك الموت يدفع الشيطان عن المحافظة إلى الصلاة ويلقنه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله في تلك الحالة العظيمة وقال أمير المؤمنين عليه السلام أن العبد إذا كان في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة مثل له ماله وولده وعمله فليلتفت إلى ماله فيقول والله إن كنت عليك لحريصا فماذا عندك فيقول خذ مني كفنك فيلتفت إلى ولده فيقول والله إن كنت لكم لمحبا وإن كنت عليكم لمحاميا فماذا عندكم فيقولون نؤديك إلى حفرتك ونواريك فيها فيلتفت إلى عمله فيقول والله إن كنت علي لثقيلا وإن كنت فيك لزاهدا فماذا عندي فيقول أنا قرينك في قبرك ويوم حشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك. فصل: وروى ابن بابويه أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال من مات يوم الجمعة وليلة الجمعة رفع عنه عذاب القبر وقال الصادق عليه السلام من مات ما بين دفنه إلى الشمس من يوم الخميس إلى زوال الشمس يوم الجمعة ومن ضغط القبر وقال عليه السلام ليلة الجمعة ليلة (غراء) ويومها يوم أزهر وليس على الأرض يوم يعرف فيه الشمس أكثر معتقا من النار من يوم الجمعة ومن مات يوم الجمعة كتبت له براءة من عذاب القبر ومن مات يوم الجمعة عتق من النار. فصل: وروى ابن بابويه عن الصادق عليه السلام من مات محرما بعثه الله ملبيا وقال عليه السلام من مات في أحد الحرمين أمن من الفزع الأكبر يوم القيمة وقال عليه السلام إذا ماتت المرأة في نفاسها لم ينشر بها ديوان يوم القيمة وقال عليه السلام موت الغريب شهادة وقال عليه السلام إذا مات المؤمن لبكت عليه بقاع الأرض التي كان يعبد الله فيها والباب الذي كان يصعد فيه عمله وموضع سجوده. تم الجزء الثاني من كتاب منتهى المطلب في تحقيق المذهب ويتلوه الجزء الثالث بعون الله تعالى