الأصل عدمه ويؤيده ما رواه الشيخ في الصحيح عن علي بن يقطين عن أبي الحسن موسى (ع) قال سألته عن التشهد والقول في الركوع والسجود والقنوت للرجل أن يجهر به؟ قال: إن شاء لم يجهر نعم يستحب للامام الجهر به لرواية أبي بصير ولما رواه الشيخ في الصحيح عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله (ع) قال: ينبغي للامام أن يسمع من خلفه التشهد ولا يسمعونه شيئا. [الثامن] لا خلاف بين علمائنا القائلين بوجوب الجهر أنه يجب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في موضع التي تجهر فيها بالقراءة لأنها آية من الحمد والسورة فيجب الجهر بها والجمهور اختلفوا فقال الشافعي ومن تبعه يجهر بها مطلقا وأبو حنيفة ومن تبعه قالوا: يسر بها مطلقا. لنا: ما رواه الجمهور عن ما رواه الجمهور عن أبي هريرة أنه قرأ بسم الله الرحمن الرحيم وقال انا أشبهكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أم سلمة أن (اتيت) رسول الله صلى الله عليه وآله فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ومثله رواه ابن المنذر والاخبار بالقراءة يستلزم السماع وهو معنى الجهر وروي أبو هريرة أنه قال سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله أسمعناكم وما أخفى علينا أخفينا عليكم ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ في الصحيح عن صفوان قال صليت خلف أبي عبد الله (ع) أياما فكان يقرأ في فاتحة الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم فإذا كانت صلاة فيها لا يجهر فيها بالقراءة جهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأخفى ما سوى ذلك وعن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال صلى بنا أبو عبد الله (ع) في مسجد بني كاهل فجهر مرتين ببسم الله الرحمن الرحيم وقنت في الفجر وسلم واحدة مما يلي القبلة وفي الموثق عن مسمع البصري قال صليت مع أبي عبد الله (ع) فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ثم قرأ السورة ولأنها آية من الحمد وغيرها فكان لها حكم باقي الآيات احتج المخالف بأن رسول الله صلى الله عليه وآله قرأ الفاتحة ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم روت عائشة فدل على عدم الجهر فيها والجواب لعلها لم تسمعه لبعدها عنه وقد ثبت أنه (ع) قرأها لا يقال قد روى الشيخ في الصحيح عن عبيد الله بن علي الحلبي ومحمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله (ع) أنهما سألا عمن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم حين يريد يقرأ فاتحة الكتاب؟ قال: نعم إن شاء سر وإن شاء جهر لأنا نحمل هذه الرواية على الصلاة الإخفاتية جمعا بين الأدلة. [التاسع] قال أكثر علمائنا يستحب الجهر في موضع الاخفات قال علم الهدى ومن أصحابنا من يرى الجهر بها في كل صلاة للامام أما المنفرد فيجهر بها في صلاة الجهر ويخفف بها في الاخفات وقال ابن إدريس إنما يستحب الجهر بها في أولتي الظهر والعصر دون أواخرهما وثالثة المغرب وأخرى العشاء. لنا: ما تقدم من حديث صفوان وما رواه الشيخ عن أبي حمزة الثمالي قال قال علي بن الحسين (ع) يا ثمالي أن الصلاة إذا أقيمت جاء الشيطان إلى قرني الامام فيقول هل ذكر ربه فإن قال نعم ذهب وإن قال لا ركب على كتفيه فكان إمام القوم حتى ينصرفوا قال فقلت جعلت فداك ليس يقرؤن القرآن؟ قال: بلى ليس حيث تذهب يا ثمالي إنما هو الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وذلك مطلق فيجري على إطلاقه أي يظهر المقيد ويخصص ابن إدريس استحباب الجهر بما يتعين فيه القراءة مما لا يوجه له وتمسكه بالاحتياط غير دال عليه واحتجاجه بقول الشيخ في الحمد ويستحب الجهر بها في الموضعين فاسد لاحتمال أن يكون مراده أول الحمد وأول السورة لا الظهر والعصر كما فهمه هو. [العاشر] يجوز الاسرار بها حالة التقية وإن وجب الحمد بها للضرورة ويؤيده ما رواه الشيخ عن أبي حريز زكريا بن إدريس القمي قال سألت أبا الحسن الأول (ع) عن الرجل يصلي بقوم يكرهون أن يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم فقال: لا تجهر.
[الحادي عشر] المستحب في نوافل النهار المخافة (التخافت) وفي نوافل الليل الجهر بالقراءة وهو مذهب علمائنا أجمع لما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: " إذا رأيتم من تجهر بالقراءة في صلاة النهار فارجموه بالبعر " ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ عن الحسن بن فضال عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) قال: السنة في صلاة النهار بالاخفات والسنة في صلاة الليل بالاجهار ولان فيه تنبيها للنائم بخلاف النهار لأنه ربما تشوبه رياء. * مسألة: ويستحب للمصلي أن يسكت بعد قراءة الحمد وبعد السورة وبه قال أحمد والأوزاعي والشافعي وكرهه مالك وأصحاب الرأي وقال بعضهم يسكت عقيب الافتتاح وبعد الحمد خاصة. لنا: ما رواه الجمهور عن الأثرم عن عروة من الزبير قال أما أنا فاغتم من الامام آيتين إذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فاقرأ عندها وحين تختم السورة كان فاقرأ قبل أن يركع وهذا يدل على اشتهار ذلك فيما بينهم ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ عن غياث بن كلوب عن إسحاق بن عمار عن جعفر عن أبيه (ع) أن رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله اختلفا في صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله كم كان له من سكتة فكتبا إلى أبي بن كعب فقال كان له سكتتان إذا فرغ من أم القرآن وإذا فرغ من السورة ولان المقتضي لسكوته بعد الحمد موجود بعد السورة ولا يعارض ذلك بما رواه الشيخ في الصحيح عن علي بن جعفر عن أخيه موسى (ع) قال سألته عن الرجل يقرأ في الفريضة بفاتحة لكتاب وسورة أخرى في النفس الواحد؟ قال: إن شاء قرأ في نفس وإن شاء غيره لان الندب لا ينافي التخيير. * مسألة: المعوذتان من القرآن يجوز أن يقرأ بهما في الفرائض بلا خلاف بين أهل العلم كافة وخلاف الآحاد انقرض روى الشيخ عن منصور بن حازم قال أمرني أبو عبد الله (ع) أن أقرأ المعوذتين في المكتوبة وعن داود بن فرقد عن مولى بسطام قال أمنا أبو عبد الله (ع) في صلاة المغرب فقرأ المعوذتين ثم قال هما من القرآن ولا نعرف الآن فيه خلافا. * مسألة: ويستحب للمصلي أن يرتل قرائته بأن بينها من غير مبالغة ويجب عليه النطق بالحروف من مخارجها بحيث لا يخفى بعضها في بعض لقوله تعالى: (ورتل القرآن ترتيلا) وسئلت عائشة عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت لا كردكم هذا لو أراد السامع أن يعد حروفه بعدها وسئلت أم سلمة عن قراءة رسول الله