يصلي ثمان ركعات الزوال وأربعا الأولى وثماني بعدها وأربعا العصر وثلاث المغرب وأربعا بعد المغرب والعشاء الآخرة أربعا وثماني صلاة الليل وثلاثا الوتر وركعتي الفجر وصلاة الغداة ركعتين وعن الحرث بن المغيرة النصري قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول:
صلاة النهار ست عشر ركعة ثمان إذا زالت الشمس، وثمان بعد الظهر، وأربع ركعات بعد المغرب بأحاديث لا يدعهن في سفر ولا حضر وركعتان بعد عشاء الآخر كان أبي يصليهما وهو قاعد وأنا أصليهما وأنا قائم وكان يصلي رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث عشر ركعة من الليل احتج الشافعي بما روى ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: رحم الله امرء صلى قبل العصر أربعا وعن عائشة لما سئلت عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت كان يصلي في بيته قبل الظهر أربعا ثم يخرج فيصلي ركعتين وكان يصلي المغرب ثم يدخل فيصلي ركعتين ثم يصلي بالناس العشاء ويدخل بيتي فيصلي ركعتين احتج أحمد بما رواه ابن عمر قال حفظت عن النبي صلى الله عليه وآله عشر ركعات ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته وركعتي قبل الصبح ومثله روت عائشة والجواب: أن هذه الأحاديث متعارضة إذ ابن عمر قد روى حديثين غير متفقين وكذا عائشة وإذا اختلف نقل الراوي وجب إطراحه خصوصا مع معارضة نقل أهل البيت (عل) وهم أعرف بذلك مع أن أحاديثهم لا ينافي ما قلناه أي ليس فيها نهي عن الزائد ولعله (ع) كان يفعل البعض ظاهرا والباقي في منزله فيخفى عن الراوي ولأنه مندوب قد يتركه في بعض الأوقات لعذر. * مسألة: وغير التابعة للفرائض صلاة الليل وفيها فضل كثير وثواب جزيل روى ابن بابويه قال نزل جبرئيل (ع) على النبي صلى الله عليه وآله فقال له: يا جبرئيل عظني قال: يا محمد عشق ما شئت فإنك ميت واجب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك ملاقيه شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه كفى الأذى عن الناس وعن الصادق (ع) قال: إن من روح الله عز وجل ثلاثة التهجد بالليل وإفطار الصائم ولقي الاخوان وقال الصادق (ع): عليكم بصلاة الليل فإنها سنة نبيكم ودأب الصالحين قبلكم ومطردة الداء عن أجسادكم ومدح الله أمير المؤمنين (ع) في كتابه بقيام الليل فقال عز وجل: (أمن هو قانت أناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربي) وآناء الليل ساعاته وقال أمير المؤمنين (ع): ان الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب قال لولا الذين يتحابون بحلال ويعمرون مساجدي ويستغفرون بالأسحار لولاهم لأنزلت عذابي وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر (ره): يا أبا ذر احفظ وصية نبيك من ختم له بقيام ليلة ثم مات فله الجنة. وعن الصادق (ع) أن الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل فإذا حرم صلاة الليل حرم الرزق وعنه (ع): صلاة الليل يحسن الوجه ويحسن الخلق ويطيب الريح ويدر الرزق ويقضي الدين ويذهب بالهم ويجلو البصر وروى الشيخ عن النوفلي قال سمعته يقول: ان العبد ليقوم في الليل فيميل به النعاس يمينا وشمالا وقد وقع وفيه على صدرة فيأمر الله تعالى أبواب السماء فيفتح ثم يقول للملائكة انظروا إلى عبدي ما يصيبه في التقرب إلي ألم أفترض عليه زاجيا؟؟ من ثلاث خصال ذنبا أغفره له أو توبة أجددها له أو رزقا أزيده فيه اشهدوا ملائكتي أني قد جمعتهن له والاخبار في ذلك كثيرة. * مسألة: وعددها في المشهور إحدى عشر ركعة ثمان منها صلاة الليل واثنتان للشفع يسلم فيها ثم يوتر بواحدة ذهب إليه علمائنا وممن قال إن الوتر واحدة عثمان بن عفان وسعد بن أبي وقاص و زيد بن ثابت وابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبو موسى وعائشة وسعيد بن المسيب وعطا ومالك والأوزاعي والشافعي وإسحاق وأحمد وأبو ثور وقال أصحاب الرأي أنه ثلاث ركعات أضافوا إليه ركعتي الشفع فسلم في الصلاة واحدة ورواه الجمهور عن علي (ع) وأبي وأنس وابن مسعود وابن عباس وقال الثوري الوتر ثلاث وخمس وسبع وتسع إحدى عشرة. لنا: ما رواه الجمهور عن ابن عمر وابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله قال: الوتر ركعة من آخر الليل وعن عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي بالليل إحدى عشر ركعة يوتر منها بواحدة وعن النبي صلى الله عليه وآله فيما رواه مسلم صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ في الموثق عن زرارة قال قلت لأبي عبد الله (ع) ما جرت به السنة في الصلاة فقال: ثمان ركعات بعد الزوال إلى قوله وثلاث عشرة ركعة من آخر الليل منها واحدة الوتر وركعتا الفجر وما رواه ابن يعقوب في الحسن عن الحلبي عن أبي عبد الله (ع) قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا صلى العشاء الآخرة أمر بوضوئه وسواكه فوضع عند رأسه مخمرا فيرقد ما شاء الله ثم يقوم فيستاك ويتوضأ ويصلي أربع ركعات ثم يرقد ثم يقوم فيستاك ويتوضأ ويصلي أربع ركعات ثم يرقد حتى إذا كان في وجه الصبح قام فأوتر ثم صلى الركعتين الحديث وفي الصحيح عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) وفي السحر ثمان ركعات والوتر ثلاث ركعات مفصولة وسأل سعد بن سعد الأشعري الرضا (ع) الوتر فصل أو وصل قال: فصل والنوافل غير الرواتب يأتي في أماكنها إن شاء الله تعالى. * مسألة: ويسقط في السفر من النوافل الراتبة نافلتا الظهر والعصر و الركعتان من جلوس وهو مذهب علمائنا لان وجوب القصر في الفرض يدل ظاهرا على السقوط في النافلة ولما رواه الشيخ أبي يحيى الحناط قال سألت أبا عبد الله (ع) عن صلاة النافلة بالنهار في السفر فقال: يا بني لو صلحت النافلة في السفر تمت الفريضة وعن صفوان بن يحيى قال سألت الرضا (ع) عن التطوع بالنهار وأنا في سفر قال: لا، أما صلاة العشاء فإنا نسقط نافلتها فلا ينقص ما ذكرناه بها والأربع السابقة عليها