(إلا لمن في الآية) وهي قوله تعالى: * (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن) * الآية (قال) الامام (أحمد) في رواية أبي طالب (ظفرها عورة) كسائر بدنها فلا تخرج، (فإذا خرجت فلا تبين شيئا ولا خفها فإنه يصف القدم) أي حجمه. (وأحب إلي أن تجعل لكمها زرا عند يدها) واختار القاضي قول من قال: المراد بما ظهر من الزينة من الثياب، لقول ابن مسعود وغيره، لا قول من فسر ببعض الحلي أو ببعضها. فإنها الخفية، ونص أحمد:
الزينة الظاهرة الثياب، وكل شئ منها عورة حتى الظفر. وعن ابن عباس مرفوعا: إلا ما ظهر منها: الوجه وباطن الكف (وصلاتها) أي المرأة (في بيتها أفضل) للخبر المتقدم.
(وظاهره) حتى من مسجد النبي (ص)، لما روى أحمد وحسنه في الفروع عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي: أنها جاءت إلى النبي (ص) فقالت: يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك قال: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى بيت من بيتها، فكانت تصلي فيه، حتى لقيت الله عز وجل. (والجن مكلفون) في الجملة إجماعا، لقوله تعالى: * (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) * (يدخل كافرهم النار) إجماعا (و) يدخل (مؤمنهم الجنة) خلافا لأبي حنيفة في أنه يصير ترابا، وأن ثوابه النجاة من النار كالبهائم. وهم فيها على قدر ثوابهم خلافا لمن قال: لا يأكلون ولا يشربون فيها، أو أنهم في ربض الجنة، أي ما حولها. قال في المنتهى وشرحه:
وتنعقد بهم الجماعة إلا الجمعة (قال الشيخ: ونراهم) أي الجن (فيها) أي الجنة (ولا يروننا) فيها عكس ما في الدنيا (وليس منهم رسول) وأما قوله تعالى: * (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم) * فهي كقوله: * (يخرج منها اللؤلؤ والمرجان) * وإنما يخرجان من أحدهما، وكقوله: * (وجعل القمر فيهن نورا) * وإنما هو في سماء واحدة. قال ابن حامد: الجن كالإنس في التكليف والعبادات. قال: ومذاهب العلماء إخراج الملائكة من التكليف والوعد والوعيد.
وقال الشيخ تقي الدين: ليس الجن كالإنس في الحد والحقيقة، فلا يكون ما أمروا به وما