باب النية وما يتعلق بها (وهي الشرط التاسع) وبها تمت شروط الصلاة. (وهي) لغة: القصد، يقال: نواك الله بخير أي قصدك به. و (شرعا عزم القلب على فعل العبادة تقربا إلى الله تعالى) بأن يقصد بعمله الله تعالى دون شئ آخر من تصنع لمخلوق، أو اكتساب محمدة عند الناس، أو محبة مدح منهم أو نحوه. وهذا هو الاخلاص. وقال بعضهم: هو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين. وقال آخر: هو التوقي عن ملاحظة الاشخاص وهو قريب من الذي قبله. وقال آخر: هو أن يأتي بالفعل لداعية واحدة، ولا يكون لغيرها من الدواعي تأثير في الدعاء إلى ذلك الفعل، وفي الخبر: الاخلاص سر من سري استودعته قلب من أحببته من عبادي ودرجات الاخلاص ثلاثة: عليا، وهي أن يعمل العبد لله وحده امتثالا لامره، وقياما بحق عبوديته. ووسطى، وهي أن يعمل لثواب الآخرة. ودنيا، وهي أن يعمل للاكرام في الدنيا والسلامة من آفاتها، وما عدا الثلاث من الرياء، وإن تفاوتت أفراده، ولهذا قال أهل السنة: العادة ما وجبت لكونها مفضية إلى ثواب الجنة، أو إلى البعد من عقاب النار، بل لأجل أنك عبد وهو رب. هذا ملخص كلام الشمس العلقمي في حاشية الجامع الصغير (فلا تصح الصلاة بدونها) أي النية (بحال) لقوله تعالى: * (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) * والاخلاص: عمل القلب، وهو محض النية. وذلك بأن يقصد بعمله الله وحده. ولقوله (ص): إنما الأعمال بالنيات. وإنما لكل امرئ ما نوى متفق عليه، ولأنها قربة محضة، فاشترطت لها النية كالصوم. وقال الشيخ عبد القادر: هي قبل الصلاة شرط وفيها ركن. واعترض بأنه يلزم أن يقال في بقية الشروط كذلك. ولا قائل به. ومحلها القلب وجوبا واللسان استحبابا على ما تقدم. وزمنها مع أول واجب أو قبله بيسير، وكيفيتها الاعتقاد في القلب. قال في الاختيارات النية تتبع العلم. فمن علم ما يريد فعله قصده ضرورة. ويحرم خروجه لشكه في النية، لعلمه أنه ما دخل إلا بالنية (ولا يضر معها) أي النية (قصد تعليم الصلاة) لفعله (ص) في صلاته على المنبر وغيره، (أو) قصد (خلاص من خصم، أو إدمان سهر) قال في الفروع: كذا وجدت ابن الصيرفي نقله
(٣٧٥)