فصل:
ثم يستفتح سرا (فيقول: سبحانك) أي أنزهك تنزيهك اللائق بجلالك (اللهم) أي يا الله (وبحمدك) قيل الواو عاطفة على محذوف، تقديره: سبحتك بكل ما يليق تسبيحك به، وبحمدك سبحتك، أي بنعمتك التي توجب علي حمدا سبحتك. لا بحولي وقوتي. وقال ثعلب معناه سبحتك بحمدك قال أبو عمر: كأنه يذهب إلى أن الواو صلة، أي زائدة. ويجوز أن يكون معناه: وبحمدك اللائق بك أحمدك، (وتبارك) فعل لا يتصرف. فلا يستعمل منه غير الماضي، (اسمك) أي دام خيره والبركة: الزيادة والنماء، أي البركة تكسب وتنال بذكرك.
ويقال: تبارك: تقدس. والقدس الطهارة. ويقال: تعاظم (وتعالى جدك) بفتح الجيم، أي علا جلالك، وارتفعت عظمتك (ولا إله غيرك) قال الترمذي: العمل على هذا عند أكثر أهل العلم من التابعين وغيرهم. لأنه (ص) كان يستفتح بذلك. رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي. ولفظه من حديث أبي سعيد. وهو من رواية علي بن علي الرفاعي. وقد وثقه أبو زرعة وابن معين. وتكلم فيه بعضهم. وعمل به عمر بين يدي أصحاب النبي (ص).
ولذلك اختاره الإمام أحمد وجوز الاستفتاح بغيره مما ورد. وهو معنى قول المصنف:
(ويجوز، ولا يكره بغيره مما ورد) وقال الشيخ تقي الدين: الأفضل أن يأتي بكل نوع أحيانا، وكذا صلاة الخوف، (ثم يتعوذ سرا، فيقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) لقوله تعالى: * (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله) * الآية أي إذا أردت القراءة. وكان النبي (ص) يقولها قبل القراءة (وكيفما تعوذ) به (من الوارد فحسن) لحديث أبي سعيد مرفوعا: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم قال الترمذي: هو أشهر حديث في الباب. وهو