يرزقه وليا يرثه دون عصبة ولم يسأل وليه فترث.
وقد طعن في هذه الأخبار بما يرجع إلى سندها بأن قبل هذا خبر رواه زيد بن هارون عن سفيان عن ابن طاووس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله مرسلا ولم يذكر فيه ابن عباس وإنما ذكر فيه ابن عباس وهيب، وسفيان أثبت من وهيب وأحفظ منه ومن غيره، وهذا يدل على أن الرواية غير محفوظة.
هذا الذي ذكرناه ذكره الفضل بن شاذان، وليس هذا طعنا لأن هذه الرواية قد رويت مسندة من غير طريق وهيب، روى أبو طالب الأنباري عن الفرياني والصاغاني جميعا قالا: حدثنا أبو كريب عن علي بن سعيد الكندي عن علي بن عابس عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ألحقوا بالأموال الفرائض فما أبقت الفرائض فلا ولي عصبة ذكر، والذي يدل على بطلان هذه الرواية أنهم رووا عن طاووس خلاف ذلك وأنه تبرأ من هذا الخبر، وذكر أنه شئ ألقاه الشيطان على ألسنة العامة.
روى ذلك أبو طالب الأنباري قال: حدثنا محمد بن أحمد البربري قال:
حدثنا بشر بن هارون قال: حدثنا الحميري قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن قلابة بن مضرب قال: جلست إلى ابن عباس وهو بمكة فقلت: يا بن عباس حديث يرويه أهل العراق عنك وطاووس مولاك يرويه، إن ما أبقت الفرائض فلا ولي عصبة ذكر، قال: أمن أهل العراق أنت؟ قلت: نعم، قال: أبلغ من وراءك أني أقول: إن قول لله عز وجل: آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله، وقوله: وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله، وهل هذه إلا فريضتان؟ وهل أبقيا شيئا؟ ما قلت هذا ولا طاووس، يرويه على، قال قلابة بن مضرب: فلقيت طاووس فقال: لا والله ما رويت هذا عن علي بن عباس قط، وإنما الشيطان ألقاه على ألسنتهم، قال سفيان: أراه من قبل ابنه عبد الله بن طاووس فإنه كان على خاتم سليمان بن عبد الملك، وكان يحمل على هؤلاء القوم حملا شديدا يعني بني هاشم.