وهكذا في خصوصيات اشكاله التعليمية مثل الكره والمكعب والمخروط والأسطوانة وغيرها فان الكره بما هي كره أي مقدار محاط بنهاية واحده تفرض في داخله نقطه يتساوى الابعاد الخارجة إليها من تلك النقطة من مقولة الكم وبما هي مستغنية القوام عن الموضوع مستقلة في الإشارة الحسية فهي من مقولة الجوهر وليس مما يدخل في تقومها الجوهرية ولا في تحصلها الجسمانية الطبيعية كونها متعينة الشكل الكرى ولا متعينة الامتداد المساحي.
وقس عليه سائر الاشكال المجسمة على هذا المنوال واشكر لله في تأييدك لدفع هذا الاشكال.
بحث آخر هب ان الجسم لا يخلو عن اتصال جوهري لكنه هو المقدار لا غير وليس في الجسم متصل سواه وهو القابل للانفصال لا ما سميتموه مادة ولا يجدى قولكم انه لا يبقى مع الانفصال لان ما يبطله الانفصال هو الاتصال العارض لا الاتصال الجوهري.
وبيانه ان لفظ الاتصال كما مر قد يطلق على المعنى الحقيقي الذي لا يستدعى ان يكون بين شيئين وهذا اصطلاح خاص لا يفهمه الكافة من لفظ الاتصال وهو الممتد الجوهري على اصطلاحهم.
وقد يطلق على المعنى الإضافي المتعارف بين الجمهور الذي لا يتصور ان يعقل الا بين شيئين متصل ومتصل به سواء كانا متعددين في الخارج ثم يحدث أو يتوهم بينهما اتصال أو يتصور للجسم المتصل الواحد اجزاء وهمية فيقال عليها انها متصلة بعضها ببعض أو يكون في الجسم الواحد اختلاف عرضين فيقال ان محل أحدهما متصل بمحل الاخر ولا شك في عرضية الاتصال بهذا المعنى النسبي وهو الذي يقابله الانفصال فلا يصلح ان يكون جزء لأمر جوهري محض.
فلقائل ان يقول الاتصال بالمعنى الأول نفس الجسم وهو بعينه المقدار و لا يقابله الانفصال بل هو يقابل الاتصال بالمعنى الثاني وهما يتعاقبان على الموضوع