الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٦ - الصفحة ٨٧
الوضع والإشارة الحسية ولا يخفى فساده لورود ثالث الاشكالات عليه.
وثانيها انه متصل (1) بالذات ويكون به ممتدية الجسم الطبيعي بالعرض وهذا مردود بما علمت أن الجسم في مرتبه مهيته متصل وفصله الذي يمتاز به عن الجواهر الغير الجسمانية ليس الا مفهوم قولنا قابل للابعاد الثلاثة وعلمت بالبرهان انه لولا اتصال الجوهري في الموجودات لما صح لشئ من الأشياء الموجودة صفه الوحدة الاتصالية ولما صدق على شئ حمل المتصل لا بالذات ولا بالعرض.
وثالثها انه مجموع أمور ثلثه هي الطول والعرض والعمق للجسم (2) وفيه ان هذه الابعاد ليست بنعت الكثرة موجده في الجسم والجسم التعليمي من الموجودات الخارجية بالفعل.
ورابعها ان في الجسم اتصالا واحدا منسوبا إلى الصورة الجسمية بالذات والى مقدارها التعليمي بالعرض فحينئذ اما ان يراد بالجسم التعليمي نفس تعين امتداد الجسم وتحدد انبساطه في الجهات فلزم ان لا يكون من مقولة الكم واما ان يراد به الصورة الجسمية مأخوذة مع التعين المذكور محيثة بالحيثية المذكورة فكان له اتصال بالذات لا بأمر خارج عن ذاته بل من جهة اشتمال ذاته على الصورة الجسمية ويشبه ان يكون هذا هو الذي اختاره المحققون ويوافقه كلام الشيخ في الشفاء والتعليقات وكلام تلميذه في التحصيل.
وتوضيحه ما افاده بعضهم ان ليس في الجسم الا ممتد واحد في الجهات فإذا اعتبر ذلك الممتد في الجهات على الاطلاق بدون تعين امتداداته تعينا في التقدر

(1) إن كان من الاتصال المراد هو الاتصال الذي هو الفصل المقسم للكم أعني كون الشئ بحيث يقبل الانقسام إلى اجزاء متشاركة في الحدود فلا شك ان الجسم التعليمي متصل بهذا المعنى بالذات والجسم الطبيعي متصل به بالعرض وعلى هذا لا يرد الرد لان كون الجسم الطبيعي متصلا بهذا المعنى بالعرض لا ينافي كونه متصلا بالذات بالمعنى الاخر للاتصال أعني ما هو فصل مقسم للجوهر وهو كونه بحيث يمكن ان يفرض فيه ابعاد ثلاثة متقاطعة بالزوايا القوايم فافهم (إسماعيل ره) (2) أي الجسم الطبيعي ومجموع الابعاد الثلاثة هو الجسم التعليمي (إسماعيل ره)
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست