وهذا هو الذي حداهم إلى اثبات جوهرية الصورة.
فقد ثبت بهذا البيان ان الحال قد يكون جوهرا وبنزع الامر أيضا فيما ادعيناه من أنه لو لم يكن امتداد جوهري في الوجود لم يكن لشئ ء من الكميات المتصلة والمقادير القارة وغير القارة وجود أصلا فكن على بصيرة في هذا الامر.
واما الجواب عن الاشكال الثاني فبان بقاء جسم واحد شخصي بشخصيته عند تعاقب الاتصال والانفصال غير صحيح بل الصحيح خلافه وبقاؤه بنوعه لا ينافي جوهرية الاتصال.
قوله كل ما لا يتغير بتغيره جواب ما هو فهو عرض كلام مجمل يفتقر إلى ما يبينه.
والحق ان كل ما لا يتغير بتغيره جواب ما هو عن شئ مع بقائه بحالته الشخصية ولو بحسب ذاته وهويته فهو من عوارض حقيقته وأما إذا تبدل بتبدله الشخص إلى شخص آخر فهذا مما يصح كونه من الذاتيات والجسم إذا طرء عليه الانفصال لم يبق هويته الشخصية بحالها بل ينعدم ويحدث بدلها هويتان أخريان.
أولا ترى ان استمرار طبيعة نوعيه جوهرية مع توارد أشخاصها وانحفاظ جواب ما هو فيها عند تبادل جزئياتها لا يدل على كون تلك الأشخاص اعراضا.
نعم ما ذكرناه انما يدل على كون الأشخاص والمشخصات أمورا عرضية للطبيعة فان كل ما لا يتبدل بتبدله جواب ما هو فهو عرضي بمعنى محمول خارجي لا انه عرض بمعنى المفتقر في تقومه إلى الموضوع فرب عرضي لشئ يكون جوهرا في نفسه كما سلف فكل واحد من الاتصالات الشخصية عرضي لمهية الجسم ومع ذلك الجسم متقوم بطبيعة الاتصال مهية والهيولي متقومة بها وجودا وهذا شان الجواهر الصورية كما سيجئ.
واما الجواب عن الاشكال الثالث فهو من جهتين.