مع بقائه بعينه في الحالين.
واما ما يقال إن الممتد شئ ذو امتداد أو ما له امتداد فيلزم ان يكون محل الامتداد غيره.
فقد مر ان ذلك غير لازم بل الممتد وغيره من المشتقات لا يدخل في مفهومها غير مبدء الاشتقاق ولو سلم فيكون هذا من المجازات اللفظية والاطلاقات العرفية على أنه لا يبتنى الحقائق العلمية على احكام الألفاظ.
أولا ترى انه يقال بعد بعيد وجسم جسيم وخط طويل وليل أليل وغير ذلك من المشتقات التي لا يوجب زيادة ما يشتق منه على ما يحمل عليه.
فان قيل توارد المقادير المختلفة بالصغر والكبر على الجسم الواحد إذا تخلخل وتكاثف مع بقائه في الحالين يوجب عرضية المقادير فكيف حكمتم بجوهريتها.
يجاب بان وجود التخلخل والتكاثف الحقيقيين من فروع وجود الهيولى و اثباتهما يتوقف على اثباتها فإذا لم يكن المقدار غير الجوهر المتصل الذي هو تمام حقيقة الجسم فلم يتصور زيادة المقدار ونقصانه من غير ورود مادة عليه أو انفصالها عنه فان زيادة المقدار على هذا التقدير بعينها زيادة اجزاء الجسم ونقصانه بنقصانها فمرجع التخلخل والتكاثف حينئذ إلى تخلل الجسم اللطيف بين اجزاء الجسم و انفصالها عنها واجتماعها لا الحقيقتين التين هما حركه جسم واحد شخصي في المقدارية إلى حد زائد على ما كان عليه أو حد ناقص عنه فإنهما غير ثابتين بالبرهان وانما البرهان هو المتبع في الأحكام العقلية.
واما اثباتهما بالقارورة الممصوصة إذا كبت على الماء أو بالقمقمة الصياحة إذا وقعت في النار فهو في غاية الضعف سيما وقد شوهد عند الكب الحبابات الدالة على خروج الهواء ولا سبيل لنا أيضا إلى الحكم بان الماص لم يعط من الهواء بقدر ما يأخذ منها حتى يلزم التخلخل.
وذكر الشيخ الإلهي في حكمه الاشراق انه قد جرب رشح بعض الادهان من