الكثرة والانفصال عليها مع بقائها بحالها ولا هويه انفصالية كالوحدات الجوهرية أو غير الجوهرية ليمتنع طريان الوحدة والاتصال عليه بل وحدتها واتصالها بحلول الصورة الاتصالية فيها وكثرتها وانفصالها بطريان الانفصال عليها.
ثم إذا ظهر لك ان أدنى مراتب الموجودية بالفعل هو الموجود الاتصالي والانفصالي الذين لا جامعية لشئ منهما بالقياس إلى نفسه واجزاء ذاته وان الوجود الانفصالي لما كان أدونهما مرتبه في الخسة والقصور فلم ينل من منبع الوجود الا مرتبه انزل من أن يتصف بالتجوهر من دون حامل يحمل ذاته حسب ما برهن على استحالة جوهرية الافراد الانفصالية.
وبطل كون المنفصلات والآحاد الوضعية موجودا مستقلا والموجود من الموجود العددي ليس الا عرضا قائما بغيره وانما المتالف من الوحدات لا يستحق الا نحوا عرضيا من الوجود وكذا الغير القار من المقادير لا يسع الا الوجود العرضي كما سنحقق.
فظهر ان لا أدون منزله من الجواهر الصورية الا الهوية الاتصالية الجسمية ولا شك ان مادة الشئ وجودها انقص من ذلك الشئ كيف ونسبتها إليه نسبه الشئ إلى التمام وقد فرغنا من تحقيق هذا في مباحث العلل الأربع فما ظنك بأمر يكون مادة يكون صورتها أضعف الصور فهل الا قابل محض لاحظ لها من الفعلية.
فمثل هذه المادة يجب ان يكون حقيقتها قوة متقومة بفعل ما أي فعليه كانت ومادة متحصلة بتعين ما أي تعين كان حتى أنها يستتم مهيتها بالفصل ما يستتم بالوصل ويتقوم بالكثرة كما يتقوم بالوحدة ويبقى مع الفساد كما يبقى مع الكون ويقبل الخير كما يقبل الشر وانما يحصل الاستمرار والبقاء لأنها لازمه لمطلق الصور المنحفظ نوعيتها بتعاقب الأشخاص بابقاء مقيم قدسي يديم بعنايته عالم الأجسام وصورها وتوابعها اللازمة ويحفظ أنواعها بتوارد افرادها ويبقى وجوداتها وخيراتها ويجبر نقصاناتها وشرورها وآفاتها ونقايصها بتعقيب أمثالها وأشباحها