والمقوم للجوهر المحصل لوجوده لا محاله يكون جوهرا كما سيتضح بيانه إن شاء الله وتحقق ان خصوصيات المقادير مما لا مدخل لها في تقويم الهيولى فثبت عرضيتها.
وقد مر الفرق المحصل الدقيق فيما بين طبيعة الامتداد الواحد بالمعنى الذي هو جوهر مقوم للجسم ومفتقر إليها الهيولى وبينها بالمعنى الذي هو كميه خارجه عن مهية الجسم مستغنية عنها الهيولى.
وثانيهما اثبات التخلخل والتكاثف الحقيقيين في الأجسام وله دلائل كثيره سوى ما ذكره من حديث اتفاق الأجسام في الجسمية وافتراقها في المقادير.
والحق ان هذا الدليل ضعيف كما ذكره لقوه ما أورده عليه عند الانصاف من تجويز الاختلاف بين افراد حقيقة واحده بالكمال والنقص في أصل الحقيقة سيما إذا كانت تلك الحقيقة من الحالات الخارجية الراجعة إلى أنحاء الوجود للشئ.
فان العدد والمقدار ونظائرها حالات مخصوصة عارضه لهويات الأجسام و وجوداتها والوجود قد مر انه مما يتفاوت ويتميز بنفس حقيقته من دون انضمام شئ إليه به يحصل التميز والتعين والتفاوت بين افراده وأنحائه ولكن انكار الحركة في الكمية بحسب التزيد والتنقص والتخلخل والتكاثف الحقيقيين لا يخلو عن مكابرة لكثرة الشهادات ووفور العلامات الدالة على وجود التخلخل ومقابله مع ملاحظة امتناع الخلاء كانكسار القمقمة الصياحة ودخول اللحم في المحجمة بعد المص و بقائه فيه ما دام رأسه مسدودا وغير ذلك من الأمور الجزئية التي يجزم العقل عند مشاهدتها باشراق شارق الوجدان من مشارق العرفان بان جسما واحدا يزيد و ينقص مقداره وسنعيد القول إليه في موضعه زيادة توضيح لإعادة تهذيب وتنقيح قد ظهر مما سبق ان أصحاب المعلم الأول واتباعهم كالشيخين فارابي وأبي