الزجاج فلا يمنع مثل ذلك في الهواء الذي هو الطف كثيرا من الدهن.
فان قيل اشتراك الأجسام في الجسمية وافتراقها في المقادير يوجب مغايرة المقدار للجسم فيقال لدفعه بما في حكمه الاشراق من قوله اشتراكها في الجسمية بعينه اشتراكها في نفس المقدار المشتركة بين المقدار الصغير والكبير واختلافها في المقادير هو بعينه اختلافها في خصوصيات الكبر والصغر وكما أن التفاوت بين المقدار الصغير والكبير ليس بشئ زائد على المقدار بل بنفس المقدار فكذلك إذا بدل لفظ المقدار بالجسم و التفاوت بالصغر والكبر بالتفاوت في المقادير يكون الاختلاف بنفس الجسمية لا غير.
ويرجع هذا الاختلاف إلى الاختلاف بالكمال والنقصان والشدة والضعف في نفس مهية الشئ على ما هو رأى الإلهيين والقدماء من الرواقيين كما مر ذكره مستقصى.
واما الجواب من قبل المشائين فهو انما يتأتى بأحد أمرين أحدهما باثبات المغايرة في التحقق بين الاتصال بالمعنى الذي هو مقوم للجسم وليس بمقداري وبين الاتصال بالمعنى الذي هو من مقولة الكم وفي اثبات هذه المغايرة طرق أحدها ان عند طريان الانفصال ينعدم امر جوهري عن الجسم اما تمامه أو أحد جزئيه وذلك لان الجسم مع الاتصال الواحد شخص واحد له وجود واحد فإذا طرء عليه الانفصال وحصل متصلان أحدهما ساكن في المشرق والاخر يتحرك في المغرب أحدهما ابيض والاخر اسود مثلا فلا شبهه في أن ذلك الوجود لم يبق بشخصيته بل انعدم وحدث شخصان آخران لاستحالة كون موجود واحد متحركا وساكنا اسود وابيض والا لزم اجتماع المتقابلين في شخص واحد لكن البديهة تحكم بثبوت جهة ارتباطية باقيه في ذات المتصل الأول وهذين المتصلين الحادثين وما هو الا ما ادعيناه و عنيناه بالهيولى.
وإذا ثبت وجود جوهر استعدادي يجامع مع المتصل العظيم والصغير ولا يخلو عن متصل ما على سبيل البدلية تحقق ان المقوم للمادة ليس الا المتصل مطلقا في أي امتداد كان