المعقولات الصورية كما سنحققه وليس هو نفس النفس لان النفس بما هي نفس صوره كمالية للمادة الجسدانية فلا يكون استعدادا نحو الكمال العقلي لاستحالة ان يكون امر واحد بما هو واحد فعلا وقوه وإن كان بالقياس إلى شيئين ولا ان يكون صوره لأمر ومادة لأمر وإن كان الأمران متغايرين.
وذلك لان اتصاف الشئ بمتخالفين بالإضافة إلى أمرين انما يجوز ويصح إذا لم يكن ذلك الشئ حقيقته محض حقيقية أحد المتخالفين وفيما نحن فيه كذلك.
اما الهيولى فإنها محض القابلية والاستعداد عند المشائين.
واما النفوس والصور فإنها فعليه في أنفسها متعلقه بالقوة والاستعداد مشوبة بها شوب وجودها بوجود الهيولى الخارجة عن ذاتها وعلى ذلك بناء مذهبهم في تركب الجسم المطلق من الهيولى والصورة.
واما ما أورده الشيخ الإلهي في أوائل طبيعيات كتابه بان القابلية واستعداد القبول ليست أمورا جوهرية بل ينبغي ان يتحقق القابل في نفسه حقيقة حتى يقبل أمرا آخر ويضاف إليه انه قابل لأمر آخر وحامل الصور ليس نفس الاستعداد فان الاستعداد هو استعداد لشئ له في نفسه حقيقة.
بلى لا يمنع ان يكون الجوهر الحامل للصورة ربما يسمى هيولي باعتبار القبول كما أن النفس يسمى نفسا باعتبار تدبيرها للبدن فيكون هذه الإضافات اجزاء لمفهوم الاسم لا للحقيقة الجوهرية.
ففيه بحث لان نسبه القابلية والاستعداد إلى الهيولى كنسبة الفاعلية والايجاد إلى الباري تعالى فكما دل البرهان على أن سلسله التأثير ينتهى إلى مؤثر يكون بذاته مؤثرا وإلها وليست إلهيته وتأثيره بصفة زائدة والا لكان مفتقرا في اتصافه بتلك الصفة إلى امر يضم إليه والى إلهية سابقه على هذه الإلهية وهو ممتنع لانجراره إلى لزوم الدور أو التسلسل الباطلان بالذات كما سنحقق في مقامه فكذلك سلسله الحاجة والافتقار الاستعدادي ينتهى إلى شئ ذاته محض الفاقة والافتقار وكما أن