الضلعين اثنين وخمسين مع كون السلم وما ينطبق عليه جذر خمسين وذلك محال فثبت انه ينجر أقل من ذراع.
وأنت إذا فرضت بدل الأذرع اجزاء لا تتجزى فإذا انجر الوتر من أعلاه جزء وجب ان ينجر من أسفله أقل من جزء وذلك يوجب الانقسام.
واما الطريق الرابع المبتنى على الظلال فكقولهم إذا غرزنا خشبة في الأرض فعند كون الشمس في الأفق الشرقي لا بد وان يقع لها ظل.
ثم لا شك ان ذلك الظل لا يزال يتناقص إلى أن يبلغ الشمس وقت الزوال فعند ما تحركت الشمس جزء واحدا لا بد ان ينتقص من الظل شئ فاما ان يكون جزء واحدا فيلزم ان يكون طول الظل مساويا لربع الفلك وانه محال أو أقل فيلزم الانقسام أوهام وإزاحات من الناس من استدل على اتصال الجسم بان الجسم لو كان مركبا من اجزاء لا تتجزى لكان متقوما بها فيكون تعقلها قبل تعقله ويكون بين الثبوت غير مفتقرة إلى البيان ولا ينكرها كثير من العقلاء وبطلان التوالي بأسرها يدل على بطلان المقدم.
والجواب ان هذه مغالطة نشأت من الخط بين الاجزاء المحمولة والاجزاء الخارجية واجزاء صفات أحدهما للأخرى فان الصفات المذكورة انما هي في الاجزاء العقلية كالأجناس والفصول ومع ذلك يشترط كون المهية متعقلة بالكنه وهو ممنوع.
واما الجزء الخارجي فربما يفتقر إلى البيان كالهيولي والصورة عند الحكماء وكذا العقلي إذا لم يتصور المهية بحقيقتها كجوهرية النفس عند من يقول بجنسيتها لها ولغيرها من الجواهر.
ومنهم من زعم أنه لو وجد الجزء لكان متناهيا ضرورة فكان مشكلا كره أو مضلعا لان المحيط به اما حد واحد أو أكثر وكل منهما يستلزم الانقسام اما المضلع فظاهر و اما الكره فلانه لا بد عند ضم بعضها إلى بعض من تخلل فرج بين الكرات يكون كل