على السند الا ان الغرض التنبيه على فساد هذا التصوير.
ومما يختص أيضا بمذهبه من الفساد عدم قطع مسافة معينه في زمان معين و ذلك لان قطع كل قسم من المسافة كالنصف موقوف على قطع قسمه وقسم قسمه إلى غير النهاية وهي أمور مترتبة والموقوف على أمور مترتبة غير متناهية محال فقطع المسافة يكون محالا على مذهبه.
ولهذا ارتكب الطفرة وهي مع شناعته لم ينفعه لان المقطوع ان لم يكن أكثر من المطفور فلا أقل يكون مساويا أو أقل منه وجزء المسافة وان قل كان حكمه في الانقسام حكمها والمشاهد من حركه ليست الا قطع المسافة لا تركها أصلا واعتبر بامرار العضو اللامس على صفحه لمساء وبمد القلم على بيضاء بالسواد كيف يجد كلها ملموسا ومسودا.
ولو كانت نسبه المقطوع إلى المطفور نسبه المتناهي إلى غير المتناهي لوجب ان لا يقع الاحساس بالملموس ولا بالأسود الا على هذه النسبة فليس كذلك وعلى هذا القياس فساد اعتذاره عن ذلك بالتداخل.
ومن الناس من حاول الاعتذار عن قبله في ذلك الاشكال بان قطع المسافة المعينة انما توقف على زمان غير متناه الاجزاء ينطبق كل جزء منه على جزء من الحركة وهو على جزء من المسافة وهذا لا يستلزم عدم تناهى الزمان لان المحدود من حركه والزمان يشتمل كل منهما على اجزاء غير متناهية كالجسم المتناهي.
وزعم أن هذا مثل قول الحكماء القائلين بقطع المسافة المحدودة مع كونها محتمله للأقسام بغير نهاية في زمان محدود وذلك لكون الزمان أيضا كذلك و ذهل عن الفرق بين المذهبين بالقوة والفعل جهلا منه أو تجاهلا حبا للتعصب أو رفضا للحكمة وعن ان ما يوجد شيئا فشيئا من بداية إلى نهاية فاستحالة كونه غير متناهي العدد معلوم بالضرورة كاستحالة كون المحصور بين حاصرين غير متناه