بين الساقين يتصاغر إلى أن يصير بقدر جزء واحد وبعده يصير أصغر فيلزم الانقسام فيما لا ينقسم وكما في الدليل الذي ذكره حنين بن إسحاق من أنه لو تركب الجسم من الجزء لزم ان يكون قطر فلك الأفلاك مقدار ثلثه اجزاء لا يتجزى.
بيان اللزوم ان نفرض ثلث خطوط متماسة يكون كل منها مركبا من جواهر افراد ويكون الوسطاني قطرا للمحدود واحد جانبيه خط ا ب والاخر ج د.
فإذا وصلنا بين نقطتي ا د بخط ا د لكان مارا بالمركز ملاقيا بالمحيط من الجانبين مع أنه مار بثلثه خطوط متصلات فيكون مركبا من ثلثه اجزاء وهو المطلوب.
وفساده يعلم مما ذكرناه فان كون القطر مركبا من ثلثه اجزاء وإن كان ممتنعا في نفس الامر الا ان استحالته على الفرض المذكور ممنوع فإنه على أصل اثبات الجزء وتماس الخطوط المذكورة الجوهرية المتألفة من غير المنقسمات لا يمكن وقوع خط جوهري مركب منها قطرا لمربع سطحي ومارا على الخطوط الجوهرية الا إذا كانت اجزاء الأضلاع والقطر متساوية.
وكذا يجب ان يكون هيهنا اجزاء الخط المار المتلاصقة وعدد الممرور بها من الخطوط المتلاصقة متساوية.
ثم العجب ان بعض الاعلام ذكر في بعض تعاليقه على شرح الهداية ان أصل هذا الوجه مأخوذ من كلام الشيخ في عيون الحكمة وإلهيات الشفاء حيث استدل على بطلان تركب الجسم من الجواهر الفردة بأنه لو تركب الجسم منها لزم ان يكون قطر المربع والمستطيل مساويا لضلعه.
ثم نقل منها وجها آخر مع أن مسألة بطلان الجزء لم يذكر في إلهيات الشفاء أصلا فضلا عن هذا أو غيره.
وما يظهر بمراجعة كتبه كطبيعيات الشفاء وغيرها ليس الا انه فرض سطحا