وهذا أيضا نوع من الاختلال في المباحثة إذا أريد الزامهم بهذا الطريق إذ قد ثبت في الميزان مقدمه ان من جمله المغالطات الموقعة للخطأ في الاستدلال اخذ مقدمه لا يسلمها الخصم في القياس الجدلي وان كانت صحيحه برهانية في نفس الامر.
ومن هذا القبيل الاستدلالات التي وقعت لبعض الناس على ابطال الجزء الذي لا يتجزى مما يبتنى على اشكال غير المربع والمثلث (1) القائم الزاوية المتساوي الساقين مما ينكره القائل بوجود الجوهر الفرد فان المتكلمين المنكرين لاتصال الجسم يحيلون من الاشكال الا المربع والمثلث الذي هو يحصل من قطر المربع من الضلعين اللذين يوترهما ذلك القطر فكل دليل يبتنى على غير هذين الشكلين من الاشكال لا يكون برهانيا ولا جدليا.
اما عدم كونه برهانيا فلانه لقائل ان يمنع لزوم المحال والخلف على التقدير المذكور بان يقول إن اللازم من الدليل وإن كان أمرا محالا في الواقع الا ان محاليته على التقدير المذكور غير مسلم لكون ذلك التقدير أمرا مستحيلا فيجوز ان يكون مستلزما لمستحيل آخر عند فرضه.
واما عدم كونه جدليا فلان الخصم لا يساعده لابتنائه اما على أصل الاتصال واما على أصول أخرى فلسفية كبعض الوجوه التي ذكرها العلامة الخفري في رسالة له في نفى الجزء من فرض مثلث متساوي الساقين الذي عدد اجزاء قاعدته أقل من اجزاء كل من ساقيه كقوس الميل الكلى في الفلك مع الربعين من دائرتي المعدل ومنطقه البروج المنتهيين إليها الآخذين من نقطه التقاطع الربيعي أو الخريفي وان الانفراج