أفضل منها فان البسيط العنصري سريع قبول الفساد عند مجاورة غيره فينقلب بعضها إلى بعض عند المجاورة إذا كان التخالف بكلتا الكيفيتين الفاعلة والمنفعلة فيستحيل المقهور المغلوب إلى جوهر الغالب القاهر واما الصورة الجمادية فليست كذلك بل يرجى بقاؤه زمانا طويلا أو قصيرا لأنها في فضيلة الوجود بالقياس إلى تلك الأربعة كأنها جامعه لها متضمنة إياها على وجه أعلى فكأنها توحدت وصارت عنصرا واحدا متوسطا في تلك الكيفيات الأربع المتضادة حدا من التوسط ثم يتفاضل أصناف الصور الجمادية واعدادها بعضها على بعض في فضيلة الوجود وقبول الآثار الشريفة فإنها منها ما هي أدنى وأخس قريبه الرتبة إلى رتبه العنصر الأول كالجص والنورة والنوشادر وغير ذلك.
ومنها ما هي أعلى وأشرف قريبه إلى رتبه النبات كالمرجان ونحوه وما بين هذين الطرفين أنواع وأصناف كثيره لا تحصى متفاضلة متفاوتة في قبول الآثار ومبدئية الافعال وهكذا يتدرج الطبيعة فيها من الأدنى حتى تبلغ بالمادة في الفضيلة إلى ما يقبل صوره بزيادة آثار على آثار الصورة الجمادية وهي الصورة النباتية.
وتلك الآثار هي الاغتذاء والتمادي في الأقطار بالنمو فلا يقتصر النبات على حفظ المادة فقط كالجماد بل يجتذب ما يوافقه من المواد ويضمها إليه ويكسوها صوره كصورته فيتكامل بذلك شخصه ثم ضرب منه لا يقتصر على هذا بل يقصد الديمومة في الوجود لا شخصا وعددا لان ذلك ممتنع في هذا النمط من الوجود بل نوعا ومهية فيفرز من مادته بقوته المولدة قسطا يصلح لقبول صوره مثل صورته.
فبالجملة للنبات حالات زائدة على حال الجماد وافراده متفاضلة في تلك الحالات كما وكيفا وكثرة وشده فيتدرج فيها شيئا فشيئا فبعضها ينبت من غير بذر ولا يحفظ نوعه بالثمر والبذر ويكفيه في حدوثه امتزاج الماء والتراب وهبوب الرياح وطلوع الشمس فذلك هو في أفق الجمادات وقريب منها ثم يزداد هذه الفضيلة في النبات فيفضل بعضه على بعض بنظام وترتيب حتى يظهر فيه قوه الأثمار وحفظ النوع بتوليد المثل بالبذر الذي يخلف به مثله فتصير هذه الحال زائدة فيه مكملة له مميزه إياه