لكله في اسمه وحده قول مجازي معناه ان كل جزء بحسب الحس حكمه كذلك أو كل جزء كذلك بحسب الحس.
وبالجملة ليست تلك الأجزاء اللحمية مثلا المتفاوتة في قبول فعل النار واثرها فيها من التقطر والتكلس اجزاء عنصرية أولية بل هي تجرى مجرى الاجزاء الثانوية المختلفة في الصور أو في العوارض ومن ذهب إلى خلع صور العناصر البسيطة في المواليد لم يلزمه القول بانخلاع صور أي اجزاء كانت في أي تركيب فيمكن ان يكون لبعض المركبات اجزاء أولية متخالفة الصفات فإذا تسلط عليه النار وتفعل وتؤثر فيها آثارا مختلفه فتذيب بعضها وتجمد بعضها وتبخر بعضها وحينئذ لو أورد الشقوق في المركب الذي هو مثل اللحم والعظم فنختار من الشقوق ان اختلاف اجزائه بالمهية والصورة ولا يلزم منه بقاء صور العناصر فيه وان أردت في مثل الذهب والياقوت فيمتنع أصل الاختلاف في قبول الآثار والترديد المذكور متفرع على اختلاف الاجزاء في الآثار وهو غير ثابت بتجربة ولا برهان.
واما الحجة الأخيرة فهي أيضا مقدوحة بوجهين أحدهما انه غير وارده على ما اخترناه فان الذي ذهبنا إليه غير المذهب المستحدث الذي حكاه الشيخ وهو ان العناصر بعد ما تصغرت وامتزجت وتماست وانفعل بعضها عن بعض أدى الامر بها إلى أن يخلع صورها وتلبس صوره أخرى والذي ذهبنا إليه ان حدوث صور المواليد مما لا يحتاج ان يكون مادتها مركبه من أربع عناصر بل يكفي ان يكون هيهنا عنصر واحد يستحيل في كيفية الفاعلة والمنفعلة بأسباب خارجه إلى أن ينتهى الامر به إلى أن ينقلب صورته إلى صوره أخرى من صور المواليد الثلاثة.
وثانيهما ان ما ذكره من الاشكال يرد مثله على المذهب المشهور المختار عنده من لزوم كون المنكسرين من حين انكسارهما كاسرين أو كون المنكسر بعد انكساره كاسرا لكاسره وان أجيب عن هذا بان الكيفية الكاسرة علة معدة