عند شئ لا عند ذاته ولا عند غيره لان حضوره يلازم غيبته ووجوده الذي هو اتصاله يساوق قبوله الانفصال وما يكون وجوده قابل عدمه لا يكون له وجود الا نحوا ضعيفا من الوجود.
ولهذا لا يدرك ذاته ولا أمرا آخر غير ذاته فكل ما يدرك ذاته أو غير ذاته فله وجود آخر غير وجود الجسم بما هو جسم فقط فالقابل بضرب من الحياة لا بد ان يكون وجوده وجودا بعيدا عن قبول التضاد والتفاسد فان هذه البسائط الأسطقسية لتضادها وتفاسدها بعيده عن قبول اثر الحياة وكلما كسرت صوره كيفيتها المختصة وهدم قوه تضادها وتفاسدها حصل لها كيفية لأنها واسطه بين الكل ولكونها واسطه كأنها جامعه للكل بوجه ومطلقه عن الكل بوجه قبلت ضربا آخر من الوجود وقبلت بهذا الوجود الجمعي ضربا من الحياة الشبيهة بحياة الأفلاك التي هي مشتملة على ما تحتها بوجه يليق بها فكلما أمعنت المادة الجسمية في الخروج عن أطراف هذه الكيفيات الأربعة وسورتها إلى جانب التوسط الجمعي الذي بمنزله الخلو عن الأربع قبلت صوره أتم وكمالا أكمل وحيوه أشرف حتى إذا وصلت إلى غاية التوسط نالت ارفع الكمال وغاية الفضيلة التي للجسم ان ينالها وهي الحياة النطقية التي تكون لمثل الكواكب والأفلاك التي لا تضاد فيها ولا تفاسد في جواهرها ولا في حال من أحوالها القارة الا في أمور نسبية لأوضاعها.
وأول ما ينال المادة العنصرية صوره معدنية يترتب عليها بعض آثار الحياة وهي حفظ الجسم وتركيبه عن المفسد المبطل فان مجاورة الماء والأرض والهواء والنار بعضها لبعض يوجب الفساد في أقل زمان بخلاف مجاورة المعادن لغيرها من العناصر والمكونات فان الصورة تحفظها عن أن يؤثر فيها غيرها بسرعة.
فهذا اثر من آثار الحياة والبقاء ثم إذا ازدادت توسطا بين الكيفيات وخروجا عن أطرافها المتضادة قبلت ونالت من آثار الحياة ضربا أقوى فيفيض عليها صوره نفسانية يترتب عليها مع المحافظة على أصل الهيئة والتركيب ايراد للبدل وزيادة