على الأصل في الخلقة والكمية وأفادت للمثل فتكون حافظة غاذية منمية مولدة ثم إذا أمعنت في التوسط والخروج عن الأضداد قبلت الحياة والنفس المدركة المتحركة بالإرادة على تفاوت درجاتها من الحياة والادراك والفعل ثم إذا بلغت إلى الغاية و اللطافة نالت الشرف الاعلى والحياة الأتم الأبقى فيكون ذا صوره نفسانية كمالية حيوتها حياة نطقية وادراكها تعقل وحركتها فكرية وأفعالها حكمية.
إذا تقرر هذا عندك فعلمت ان هذه الصور الوجودية المتعاقبة المترتبة في الشرف والخسة والكمال والنقص كلما هو أقوى وأشرف فهو أشد براء ه عن هذه العناصر المتضادة وأيضا كلما هو أتم وأعلى فيزول عنه النقايص التي كانت فيما هو انقص وأدنى أكثر فليس الحيوان ذا نفس نباتية بل يكفي نفسه الحيوانية لإفادة نظائر ما كانت تفيده النفس النباتية على الوجه الألطف وهكذا في النفس النباتية في إفادتها أصل الحفظ وغنائها فيه عن أن يكون معها صوره أخرى يصدر معها حفظ النبات عن صنوف الآفات من الحر الشديد والبرد المفسد وغيرهما.
فمن هذه المقدمات كلها يثبت ويتحقق ان صور العناصر المتضادة غير موجودة بالفعل في شئ من المواليد الثلاثة وانها لو وجدت في شئ منها بالفعل لمنعت ذواتها عن ورود صوره كمالية عليها ولأنك قد علمت أن كل مادة نسبتها إلى الصورة نسبه النقص إلى التمام وان التركيب بين الصورة والمادة تركيب اتحادي وكذا كل ناقص تم نقصانه كخط قصير إذا طال وقوس دائرة إذا عظمت حتى صارت نصف دائرة أو دائرة تامة.
وإذا كان الامر كذلك فلا يمكن ان يكون لمادة المواليد صوره أخرى غير الصورة التي بها هي ما هي فالياقوت ليس الا ياقوتا ولا فعل له الا فعل الياقوت وكذا النبات والحيوان حتى الانسان فإنه موجود واحد له مهية واحده لكنه أكمل الكاينات وجودا وأتمها مهية وأشدها وحدانية وبساطة ومع أنه ابسطها وجودا وأشدها وحدانية يترتب على وجوده الخاص الجمعي ما يترتب على العناصر والجماد والنبات