بل نقول ذلك المثير المؤتم به ربما يكون مبدء لصور نفسانية مستحيلة متجددة كإرادات متتالية يكون تلك الصور النفسانية المتجددة مبدء قريبا لحركات بدنية حيوانية يقال لها حركه الإرادية وحركه الإرادية يشبه أن تكون هي التي في النفوس لا التي في الأبدان ولو سميت هذه تسخيرية والتي في النفوس الإرادية لم يكن بعيدا.
وبالجملة المثير هو مبدء المبدء وهذا هو معنى الفاعل في الطبيعيات وهو أخص من فاعل الوجود مطلقا سواء كان متغيرا أو لا واما المبدء القابلي أعني المادة فنقول المبادئ المادية كلها مشتركة في معنى وهو كونها حامله لأمور غريبه عن ذاتها وبهذا خرج نسبه الملزومات إلى لوازمها (1) ولها نسبه إلى المركب ونسبه إلى الهيئة الصورية فالأولى كنسبة الجسم إلى الأبيض أعني المركب من الجسم و البياض والثانية كنسبة الجسم إلى بياضه ونسبتها إلى المركب نسبه الجزئية ووجود الجزء في ذاته أقدم من وجود الكل وهو مقوم للكل.
واما نسبتها إلى الهيئة فذكر الشيخ انها لا تعقل الا على اقسام ثلثه اما ان لا يكون أحدهما ولا الاخر متقدما أي سببا ولا متأخرا أي مسببا واما ان يكون مفتقرة في التقوم بالفعل إلى امر وهو يكون متقدما عليها في الوجود الذاتي كان وجوده ليس متعلقا بالمادة بل بمباد أخرى ولكنه يلزمه إذا وجد أن يقوم مادته ويحصلها بالفعل كما أن كثيرا من الأشياء تكون متقومة بشئ ومقومة لشئ آخر لكنه ربما كان ما يقومه لمفارقة لذاته وربما كان تقويمه بمخالطة من ذاته.
أقول إن الشيخ كاد ان يتكلم في هذا المقام بصريح الحق لو قال إن هذا المبدء المقوم للمادة يكون تقومه بأسبابه بحسب المفارقة وتقويمه للمادة بحسب المخالطة فلمثل هذا الامر وجهان وجوديان أحدهما مفارق والاخر مخالط وهذا الامر هو الصورة