الجوهرية وقال أيضا وله قسط في تقويم المادة بمقارنة ذاته أو هو كل المقوم القريب وبيان ذلك في الصناعة الأولى.
أقول ذلك البيان قد مضى في هذا الكتاب في مباحث التلازم بين الهيولى والصورة ولا يتم ذلك الا بان يذعن ان للصورة الجوهرية وجودا ماديا ووجودا عقليا بأحدهما تقوم المادة تقويما بعيدا بالمشاركة وبالاخر تقومها تقويما قريبا بالاستقلال.
اما القسم الثالث فهو ان يكون المادة أقدم وجودا من ذلك الامر لأنها متقومة في ذاتها حاصله بالفعل ثم تقوم به ذلك الامر وهو المسمى بالعرض والهيئة بالمعنى المقابل للصورة.
فالقسم الأول أوجب اضافه المعية والقسمان الآخران اضافه تقدم وتأخر قال الشيخ والقسم الأول ليس بظاهر الوجود وكأنه إن كان له مثال فهو النفس والمادة الأولى إذا اجتمعا في تقويم الانسان.
أقول الحق في هذا المقام تثنيه القسمة والاكتفاء بالقسمين الأخيرين فان الكلام في المبادئ الذاتية للأمور الطبيعية ولا يمكن التركيب الطبيعي بين أمور لا تعلق لأحدهما بالآخر واما الذي مثل به من النسبة بين الهيولى الأولى والنفس وان كانت الهيولى مادة للنفس وان كانت بوسط والنفس صوره مدبره لها أو صوره لصورتها فهي متقومة بالنفس و للنفس مرتبه التقويم والتحصيل لها فيكون متقدما عليها في الوجود ووحده الهيولى وحده ضعيفه لا تنافى بين تأخراتها من أشياء وتقدماتها على أشياء وان لم يؤخذ الهيولى بالقياس إليها ولا النفس بما هي نفس متعلقه بها أو بالمركب منها ومن هيئة أخرى فلا المادة مادة ولا النفس نفس كل منهما غير مضافة إلى أخرى اضافه تعلقية.
ثم قال وللمادة مع المتكون عنها الذي هي جزؤه من وجود أنواع أخرى اعتبار المناسبة ويصلح ان ينتقل هذه المناسبة إلى الصور مع المتكون فان المادة قد تكفى وحدها في أن يكون هي الجزء المادي لما هو ذو مادة في صنف من الأشياء وقد لا يكفي ما لم ينضم إليها مادة أخرى وذلك في صنف آخر منها كالعقاقير للمعجون والكيموسات للبدن