(فصل 13) في كيفية دخول العلل في المباحث والأفكار وطلب اللمية والجواب عنها اعلم أن بعض الأشياء مما لا علة له أصلا بل هو علة العلل كواجب الوجود وبعضها مما له بعض العلل دون بعض كالفاعل والغاية دون المادة والصورة كضرب من المفارقات والأشياء الصورية لأنها عين الصورة التامة فلا صوره لها ولا مادة وبعضها مما له جميع هذا العلل كالمركبات والأنواع الطبيعية وجميع المتحركات والمستحيلات التي يبحث عنها في العلوم الطبيعية فالعالم الطبيعي يجب عليه ان يكون معنيا بالإحاطة بجميع هذه العلل ليدخلها في براهينه وخصوصا بالصورة والمادة حتى يتم احاطته بالمعلول واما التعليمي فليس عليه ان يعلم المادة إذ لا مدخل للمادة وحركه في مطالبه فليس عليه ان يعلم مبدء حركه ولا غاية حركه ولا المادة أيضا البتة بل الذي يجب عليه ان يتأمل فيها من العلل هي العلل الصورية فقط.
ولا يخفى عليك ان سؤال السائل قد يتضمن شيئا من العلل فيجب الجواب بغيره لا به والا لكان الشئ سببا لنفسه فان تضمن الفاعل كقولك لم قتل زيد عمروا فيجوز ان يجاب بالغاية فيقال لكي ينتقم منه ويجوز ان يجاب بالمثير أو بالداعي وهو الفاعل المتقدم فيقال لإشارة فلان أو لأنه غصب حقه وهذا هو الفاعل لصورة الاختيار الذي ينبعث منه الفعل واما انه هل يجاب بالصورة أو بالمادة فظاهر انه غير صحيح.
اما الصورة فلما أشرنا إليه فان صوره الفعل هيهنا هو القتال نفسه وليس السؤال