وذلك اما بحسب الاجتماع فقط كأشخاص الناس للعسكرية والمنازل للمدينة واما بحسب الاجتماع والتركيب معا فقط كاللبن والخشب للبيت واما بحسب الاجتماع والتركيب والاستحالة كالأسطقسات للكائنات فإنها لا تكفى نفس اجتماعها ولا نفس تركيبها بالتماس والتلاقي وقبول الشكل لان يكون منها الكائنات بل بان يفعل بعضها من بعض وينفعل بعضها عن بعض ويستقر للجملة كيفية متشابهه يسمى مزاجا فحينئذ يستعد للصورة النوعية انتهى.
أقول المادة لصورة واحدة ايه صورة كانت لا تكون الا واحدة وفي جميع هذه الأمثلة التي ذكرها ليس ولا يكون لصورة واحده الا مادة واحده اما المجتمعات التي لا استحالة فيها لاجزاء ها فالمادة فيها بالجملة هو مقدار المجموع مع قابلية ضرب من الوحدة الاتصالية لها كاللبنات والأخشاب لصورة البيت وشكله واما المجتمعات التي وقعت فيها استحالة لأجزائها فهي بعد الاستحالة تصير مستعدة للصورة وهي حينئذ بما هي مادة لشئ واحد واحده واما اعتبار اجتماعها قبل الاستحالة بل قبل التماس فهي بذلك الاعتبار أيضا مما يتصور له صوره واحده لمادة واحده اما الصورة فهيئة اجتماعها في الوجود ولو مع التباعد واما مادتها فنفس ذواتها بلا اعتبار تلك الهيئة وفي بعض الأنواع لفرط نقص صورتها لا فضيلة للصورة على المادة مثل العدد فان كل مرتبه من العدد صورتها الوحدانية وهي كميه الوحدات عين مادتها المتكثرة وهي الوحدات.
قال الشيخ فإذا قسمنا المادة إلى ما يحدث عنها فقد يكون المادة مادة لقبول الكون وقد يكون لقبول الاستحالة وقد يكون لقبول الاجتماع والتركيب وقد يكون لقبول التركيب والاستحالة واما الصورة فقد يقال للهيئة التي إذا حصلت في المادة قومتها نوعا ويقال صوره لنفس النوع ويقال صوره للشكل والتخطيط خاصه ويقال صوره لهيئة الاجتماع كصورة العسكر وصوره المقدمات المقترنة ويقال صوره للنظام المستحفظ كالشريعة ويقال صوره لكل هيئة كيف كانت ويقال صوره لحقيقة كل شئ جوهرا كان أو عرضا وتفارق النوع فان هذا قد يقال للجنس الاعلى.