والصورة مستلزمه للغاية والغاية سبب فأعلى للفاعل في أنه فاعل فيكون سببا فاعليا بعيدا للصورة وبتوسطها للمركب لكن الغاية سبب غائي قريب لوجود الصورة في المادة بتوسط تحريكها الفاعل للمركب.
فالمبادئ القريبة من الشئ المركب من جهة مطلق المبدئية هي الهيولى والصورة بما هما جزئاه وان اختلف تقويم كل منهما للمركب وبهذا الاعتبار يقال لهما العلة المادية لا المادة والعلة الصورية لا الصورة لكنه ربما عرض ان كانت المادة والصورة علة بالواسطة أيضا اما المادة فكما في المركبات الصنفية التي كانت الصورة فيها هيئة عرضية فيحتاج إلى المحل فيكون المادة علة لذات ذلك العرض المقوم لذلك الصنف من حيث هو صنف فيكون علة ما للعلة ومع ذلك فإنها من حيث كونها جزء من المركب علة بلا واسطه.
واما الصورة فكما في المركبات الطبيعية التي كانت الصورة فيها مقومه للمادة والمادة علة قريبه للمركب فالصورة علة بالواسطة لكنها علة صورية بلا واسطه فكل من المادة والصورة علة للمركب بوجه وعلة علة له بوجه فكل منهما علة للأخرى بوجه واحد قريب لكن ذلك الوجه مختلف فيه من الجانبين وعلة للمركب بوجهين مختلفين في القرب والبعد وفي نحو التقويم فالمادة إذا كانت علة علة المركب فليس من حيث كونها علة مادية له بل من حيث كونه مادة لصورته والصورة إذا كانت علة علة المركب فليس من حيث كونها علة صورية له بل من حيث كونها صوره لمادته.
وليعلم ان هذه الأحكام كلها انما يجرى في المركب من جهة اعتبار تركيبه ومن جهة اعتبار المغايرة بين المادة والصورة لكن بحسب اعتبار وحدتهما نحو من الوجود فلا تكن من الخابطين