وربما قيل صوره للمعقولات المفارقة للمادة والصورة المأخوذة إحدى المبادئ هي بالقياس إلى المركب منها ومن المادة انها جزء له توجبه بالفعل في مثله والمادة جزء لا يوجبه بالفعل واما تقويم الصورة للمادة فعلى نوع آخر والعلة الصورية قد تكون بالقياس إلى الصنف وهي الصورة التي تقوم المادة التي قد قامت دونها نوعا وهي طار عليها كصورة الشكل للسرير والبياض بالقياس إلى جسم ابيض.
أقول جميع ما جعل المادة مقيسة إليه بنسبه المقبول كالاجتماع والتركيب وغيرهما فهي في الحقيقة صور محصله للمادة ضربا من التحصيل ومقومة لمهية نوعيه مركبه من تلك المادة ووصف الاجتماع مثلا أو وصف التركيب أو وصف الاستحالة فالنوع الحاصل منهما هو مهية المجتمع مثلا أو مهية المستحيل وان لم يكن النوع نوعا جوهريا ولا الصورة صوره جوهرية وكذا جميع ما عدده انه مما أطلق عليه لفظ الصورة فهي مشتركة في معنى الصورة التي عدت من المبادئ للوجود أو للقوام سواء كانت جواهر أو اعراضا وسواء كانت بالقياس إلى النوع أو الصنف.
إذ كل منهما يحصل بمادة ما من المواد نحوا من التحصيل ويقوم للمركب المأخوذ منهما ضربا من التقويم لكن الأشياء مختلفه في أنحاء الوجود والتحصل قوه وضعفا والوحدة كما علمت عين الوجود فما قوى وجوده كانت وحدته قويه بعيده عن الكثرة بل عن قوه الكثرة أيضا وما ضعف وجوده ضعف وحدته حتى تصير وحده مجامعة للكثرة أو لقوه الكثرة بوجه آخر.
وربما كانت جهة الوحدة في شئ هي بعينها جهة الكثرة فيه كالعدد نفسه مثلا وكالهيولى وكالحركة والزمان فالصورة في أمثال هذه الأنواع تكون مغمورة في المادة حتى كأنها عين المادة وجودا واعتبارا لفرط خسة الوجود وفي مقابلتها أنواع قويه الوحدة والوجود حتى لا يتصور فيها تركيب من قوه وفعلية أو نقص و تمام فهي صوره لا مادة لها وكان المادة اضمحلت واستهلكت هناك لفرط الفعلية و