أحدها ان يكون كاتحاد المادة والصورة فيكون المادة شيئا لا وجود له بانفراد ذاته بوجه وانما يصير بالفعل بالصورة على أن يكون الصورة أمرا خارجا عنه ليس أحدهما الاخر ويكون المجموع ليس ولا واحدا منهما.
والثاني اتحاد أشياء يكون كل واحد منها في نفسه مستغنيا من الاخر في القوام الا انها تتحد فيحصل منها شئ واحد اما بالتركيب واما بالاستحاله و الامتزاج.
ومنها اتحاد أشياء بعضها لا يقوم بالفعل الا بما انضم إليه وبعضها يقوم بالفعل فيقوم الذي لا يقوم بالفعل بالذي يقوم بالفعل ويجتمع من ذلك جمله متحدة مثل اتحاد الجسم والبياض وهذه الأقسام كلها لا يكون المتحدات منها بعضها بعضا ولا جملتها اجزاؤها ولا يحمل البتة شئ منها على الاخر حمل التواطؤ.
ومنها اتحاد شئ بشئ قوه هذا الشئ منهما ان يكون ذلك الشئ لا ان ينضم إليه فان الذهن قد يعقل معنى يجوز ان يكون ذلك المعنى بعينه أشياء كثيره إلى آخر ما ذكره في كيفية اتحاد الجنس بفصله.
أقول كلما وجد من عبارات القوم حكموا فيه بالمغايرة بين المادة والصورة وبمغايرة المهية للصورة في المركب يمكن توجيه ذلك الكلام بوجه لا ينافي الاتحاد.
اما في الأول فبان يقال الحكم بالمغايرة بينهما بحسب اعتبار كون المادة مادة و الصورة صوره لا بحسب اعتبار كونهما جنسا وفصلا.
واما في الثاني فبان المراد من الصورة حيث حكم بأنها غير المهية هي الصورة بحسب وجودها الكوني الخارجي وقد علمت أن كل صوره طبيعية في الخارج هي مركبه من القوة والفعل والكون والفساد حيث حكم بأنها عين المهية أريد بها الصورة بحسب وجودها الاستقلالي العقلي