يكون مفتقرا إلى ذلك الشئ فعلم أن الهيولى السابقة غير الهيولى اللاحقة.
ثم لما كانت السابقة وان كانت قوه قابله للصورة لكنها لا تتقوم أيضا بذاتها بل بالصورة فعلم أن الصورة السابقة المقومة للهيولي غير اللاحقة المفتقرة في الحدوث إليها وهكذا القياس في غيرهما من المواد والصور وبهذا يندفع كثير من الاشكالات.
منها الاشكال المذكور في بيان الفرق بين جامع اجزاء المنى وحافظ تركيبه.
ومنها الاشكال الذي سبق من أن بدن الحيوان وهو مادته لما كان متقوما بنفسه التي هي صورته كيف تكون باقيه بعد زوال نفسه والحل كما علمت من أن هذا غير ذاك بالعدد.
ومنها الاشكال في عدم بقاء صور العناصر في مادة المواليد حيث يظهر تلك الصور بالعمل بالقرع والأنبيق.
والجواب ان المادة الكائنة فيها هذه الصور بهذا العمل غير المصورة بالصورة الجامعة إلى غير ذلك من الاشكالات وسنرجع في بعض الفصول الآتية إلى تحقيق عدم بقاء العناصر في مبحث المزاج.
واعلم أن هذين النحريرين قد أفرغا جهدهما وبلغا غاية سعيهما في تبيين هذا المقام وبسطا الكلام فيه حتى رمى كل منهما إلى صاحبه أي سهم كان في كنان علمه ومع ذلك لم يصل واحد منهما إلى رتبه التنقيح ومشرب التحقيق حيث ارتكب أحدهما نفى وجود الاجزاء المحسوسة والأعضاء كالعظم واللحم وغيرهما في الحيوان ونفى وجود النفس والبدن في الانسان بل نفى وجود المادة والصورة في كل نوع جسماني.
واما الاخر فحيث أهمل بل أبطل الوحدة الحقيقية في هذه الأنواع الطبيعية ولم يحصل الفرق بين صيرورة الهيولى ماء وبين صيرورة الجسم ابيض لجعله الاتحاد