فقط بل الأخلاط الأربعة وهي الاسطقسات أوائل الوجودات كلها ومنه ابتدعت الأشياء البسيطة دفعه واحده واما المركبة فإنها كونت دائمه داثرة الا ان ديمومتها بالنوع.
ثم العالم بجملته غير داثر لأنه متصل بذلك العالم الاعلى كما أن عناصر هذه الأشياء متصلة بلطيف أرواحها الساكنة فيها والعناصر وان كانت تدثر في الظاهر فان صفوتها من الروح البسيط الذي فيها غير داثر فإن كان كذلك فليست تدثر الا من جهة الحواس فاما من نحو العقل فإنه ليس تدثر فلا يدثر هذا العالم إذا كان صفوها فيه وصفوها متصل بالعوالم البسيطة انتهى.
أقول كلامه في غاية القوة والمتانة الا ان فهم كلامه ودرك مرامه يحتاج إلى قريحة صافيه وذهن ثاقب مع تعمق شديد في العلوم الإلهيات.
والعجب أن الحكماء مع شده فهمهم ووفور علمهم كيف ذهلوا عن غور كلامه وبعد مرامه حيث اعترضوا على كلامه وبالغوا في التشنيع من جهة قوله ان أول مبدع هو العناصر وبعدها أبدعت البسائط الروحانية وقالوا هو ترق من الأسفل إلى الاعلى ومن الأكدر إلى الأصفى ومعلوم ان مراده منها غير صوره هذه العناصر الحسية.
وقد حكم صريحا بأنها داثرة فكيف يتناقض في كلامه ولولا مخافة الاطناب لبينت صحه مرامه ومع ذلك فكلامه صريح فيما نحن بصدده من تجدد هذا العالم و