يلزمها الكمال والعقل والشوق نوع حركه من القوة الشوقية لطلب الكمال تناسب تجدد الطبيعة ودثورها والكمال العقلي الذي يكون للعلل العالية مما يلزمه الثبات والدوام فهو يناسب دوام تجدد الطبيعة واتصالها بتوارد الأمثال.
وقوله ثم وقف فعل العقل عند الطبيعة إلى آخره إشارة إلى ضربي التأثير و الايجاد وهما الابداع والتكوين فبين ان سلسله الابداع انتهت إلى الطبيعة وان سلسله التكوين اخذت منها لما في وجود الطبيعة من حقيقة الثبات والتجدد لما علم مرارا ان التجدد فيها عين الاستمرار لكونه صفه ذاتية لها اضطراريه ولهذا يكون ابدا في التغير والاستحالة فالتجدد لها ذاتي ولغيرها عرضي بواسطتها فيثبت من ذلك أن الطبيعة آخر الابداع وأول التكوين وهاتان الحيثيتان لا توجبان تركيبا في ذاتها بحسب الخارج لما مر مرارا ان ثباتها عين التجدد والانقضاء على قياس فعليه القوة في الهيولى وتوحد الكثرة في العدد وغير ذلك من الأمثلة.
ثم إن هذا الفيلسوف عبر عن علل التكوين بالعلل العرضية لما ظهر من قوله سابقا ان حدوث الصورة اللاحقة ليست من الصورة السابقة بل من سبب أعلى نسبته إلى المتجددات الزمانية نسبه واحده غير زمانية وانما أطلق اسم العلة على الصورة السابقة بالزمان بمعنى آخر فقد صح الاصطلاح على العلل الأصلية المرتبة بالذات بالسلسلة الطولية وعلى المعدات المترتبة بالزمان بالعلل العرضية.
وقوله ان العالم الحسى انما هو إشارة إلى العالم العقلي معناه ان كل صوره حسية في هذا العالم فلها صوره عقلية في عالم الإلهية وفي علم الله سبحانه كما هو رأى كثير من الأقدمين مثل أفلاطون وسقراط وغيرهما وسموها بالصور المفارقة وقد أحكمنا بنيانها وأوضحنا طريقها مرارا