أقول كلامه ظاهر في أن ما يكون تحت الدهر والزمان فهو من الكوائن الفواسد ولا شبهه في أن جميع الأجرام الفلكية والعنصرية مما يجزى عليه الزمان لأنها مادية فيها جهة القوة والاستعداد وما كان كذلك فالزمان من مشخصاته فيكون متغير الوجود قابلا للكون والفساد فحينئذ ان ثبت ان المحيط بالجميع جسم طبيعي له قوة الحركة والتغير فهو أيضا لا محاله ذو صوره متجددة كائنة فاسده فيحتاج إلى محدد آخر يحدد زمان وجوده ومكان كونه وان لم يكن كذلك فيكون احاطته بالجميع ليست إحاطة وضعية مكانية كإحاطة السقف بل كان أمرا نفسانيا يحيط بالسماء إحاطة نفسانية فلم يكن بحسب جوهرها العقلي من جمله عالم الشهادة والحس بل من عالم الغيب وعالم التدبير والقضاء الإلهي وما عند الله ببقائه كما قال ما عندكم ينفد وما عند الله باق.
ومن عظماء الحكماء المتألهين الراسخين في العلم والتوحيد فرفوريوس صاحب المشائين واضع ايساغوجي وهو عندي من أعظم أصحاب المعلم الأول واهدى القوم إلى عيون علومه وأرشدهم إلى إشاراته وجميع ما ذهب إليه في علم النفس وعلم الرب و كيفية المعاد ورجوع النفس إلى عالم الحق ودار الثواب والاعتماد عليه في شرح التعليم الأول أكثر من غيره كإسكندر الرومي وثامسطيوس وإن كان الشيخ أكثر تعويله على هذين دونه لانكاره عليه في القول باتحاد العاقل بالمعقول واتحاد النفس بالعقل الفعال.
وقد علمت تحقيق هذا المقام على وجه الكمال والتمام قال المكونات كلها انما تتكون بتكون الصورة على سبيل التغير وتفسد بخلو الصورة وقال كل ما كان واحدا بسيطا ففعله واحد بسيط وما كان كثيرا مركبا فأفعاله كثيره مركبه وكل موجود ففعله مثل طبيعته ففعل الله بذاته واحد بسيط وما يفعلها من أفاعيله بمتوسط فمركب.
وقال أيضا كل ما كان موجودا فله فعل مطابق الطبيعة ولما كان الباري