دائميا ولا في الأفاعيل الطباعية والمفروض ان محرك الأفلاك ومكون الأكوان الزمانية ملك كريم وفاعل حكيم وفعل الحكيم لا يكون بلا غاية تترتب عليه فلوجود الأفلاك وما فيها غاية يبتدى منها علما وينتهي إليها عينا.
واما ما ذهب إليه أهل الحكمة كما أسلفناه من أن الباري ليس لفعله غرض فليس بمناقض لما نحن بصدده إذ ذاك في الفعل المطلق والتأييس من الليس المطلق وكلامنا في الفعل الزماني وغايته والغرض الذي يعود إلى ذات الفاعل المباشر القريب.
وبهذا يندفع أيضا ما يتوهم من التناقض في كلام الفيلسوف حيث نفى الغاية وذكر ان لم غير جائزة عليه ثم أثبت الغاية حيث ذكر ان الفاعل يبطل هذا العالم ليصوغه صيغه لا يحتمل الفساد.
تسجيل فقد تبين وتحقق بما نقلناه من كلمات هذا الفيلسوف الأعظم ونصوصه وإشاراته انه كان مذهبه اعتقاد حدوث العالم واعتقاد بواره وخراب السماوات وزوالها وان لله ميراث السماوات والأرض.
فاذن ما زعمه الجمهور واشتهر بينهم انه كان يعتقد قدم العالم فلعل مراده قدم ما سوى عالم الأجسام والجسمانيات وحينئذ فلا يخلو حاله من أحد أمرين فاما إن كان يريد من العالم العقلي عالم الإلهية والقدرة ومراتب القوة القيومية وهي جمله الصور الوجودية العقلية المحضة التي هي بوجه ما غير الذات الأحدية التي سماها بعض العرفاء غيب الغيوب فيكون القول بقدمها حقا وصدقا إذ لا يلزم منه تعدد القدماء لكونها غير زائدة على مراتب الإلهية ومقامات الربوبية والعلوم الربانية وعالم القضاء العيني.
وان أراد بذلك ذواتا قديمه متعددة منفصله الوجود مستقلة الهويات لا انها شؤون إلهية وعلوم قضائية فالقول بقدمها وتسرمد العقول الفعالة باطل لكونها مطموسة تحت سطوع