شريفا وخسيسا معا من جهة واحده كما لا يخفى.
ثم لو تكلف متكلف يجوز ان يكون الغاية المطلوبة كون ذلك الجوهر مجامعا لتلك الصفة العرضية الكمالية.
قلنا ذلك على تقدير صحته لا يضرنا لان الكلام عائد إليه في أنه مع كونه على تلك الصفة فهو اما على غاية الخير والتمام التي لا أتم ولا أشرف منه أو يكون فوقه كمال أتم خيرية وأشرف وجودا وأعلى رتبه.
فعلى الأول يلزم المطلوب وعلى الثاني يتحقق له غاية أخرى تقتضي ذلك الشئ بحسب جبلته طلبه والالتجاء إليه لما مر من أنه ما من موجود سوى الواجب القيوم جل ذكره الا وله غاية مطلوبه فوقه والكلام جار أيضا في غاية غايته وهكذا إلى أن يدور أو يتسلسل أو ينتهى إلى غاية قصوى لا غاية فوقها وهو الباري غاية الكل وفاعل الكل جل سبحانه فهو الواحد القهار.
فثبت وتحقق انه لا قديم سواه واليه يرجع الامر كله فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ واليه ترجعون.
حكمه مشرقية.
كل هويه سواء كانت واجبه أو ممكنة فلا بد لها من لوازم عقلية وفروعات هي معاليله كالشيئية والمعلولية والموجودية وخصوصا الهوية التي أصل الهويات ومنبع كل آنية ووجود ومنشأ كل مفهوم ومهية فإذا الذات الإلهية لها أشعة وأنوار وأضواء وآثار كيف والوجود كله من شروق نوره ولمعان ظهوره.
وتلك الأضواء والأنوار سماها جمهور الفلاسفة بالعقول الفعالة والمشاؤن وهم أصحاب المعلم الأول سموها بالصور العلمية القائمة بذاته تعالى والأفلاطونيون وشيعتهم بالمثل النورية والصور الإلهية وجمهور المتكلمين بالصفات القديمة و