هذا في مادة الكرسي فننقل الكلام إلى مادة هذه المادة هل هي نفس القابل بما هو قابل أو معنى صوري له قابل.
فنقول معناه الصوري كالخشب مثلا لكونه أمرا تاما في نوعيته وحقيقته لا يجوز ان يكون جهة قوة وامكان للصورة الكرسوية بل القابل هو مادة ذلك الخشب لا صورته وهكذا إلى أن ينتهى إلى قابل ليس هو في نفسه معنى من المعاني التي هي بالفعل والاتصال للجسم بما هو جسم امر صوري لكونه مبدء الفصل للجوهر الجرمي فلا بد من امر آخر يكون هو مصحح القوة والاستعداد لا بان يكون القوة صوره طبيعية حادثه له حتى يحتاج إلى أسباب أربعة لثبوته فيحتاج إلى قابلية أخرى ويتسلسل بل بان يكون لازما لمهية القابل من غير قابلية أخرى في الواقع.
اللهم الا بمجرد اعتبار العقل والتفاته فتنقطع بانقطاع الالتفات كسائر خطرات الأوهام المتكررة.
فقد ثبت ان المصحح لقبول الحوادث الكونية في الجسم ليس هو نفس الاتصال بل القابل له ثم لا يخفى انه وان اشتركت هذه الحجة مع الحجة الأولى في المأخذ أو في البيان في الجملة حتى وقع الرجوع في بعض المقدمات إلى ما ثبت هناك لكن لهذه مزيد تدقيق وتحقيق حيث يظهر فيها ان أحد جزئي الجسم امر قابل محض ومعنى استعدادي صرف وهذا مما لا بد فيه حتى يظهر ان أحد حاشيتي الوجود قد انتهى إلى ما يجاور العدم المحض بحيث لا يمكن التخطي عنه إلى ما هو دونه فلم يبق شئ في الامكان الذاتي الا وقد افاده القيوم الجواد وبذلك يظهر أيضا ان كل ما لا يوجد أو يوجد غير تام الخلقة أو مع آفة أو خلل أو فساد فإنما هو لعجز المادة وقصورها عن احتمال ما هو أتم وأشرف وأفضل مما وقع.
وبذلك يعلم أن وجود العالم أشرف ما يتصور من النظام وأتم ما يمكن من الفضل والتمام البحث الثاني ان أصل هذه الحجة منقوضة بوجود النفس الانسانية بل بوجود كل جوهر مجرد مدبر للجسم بالمباشرة والتحريك سواء كان انسانيا