الأول أيضا مستلزم لامتناع الثاني فالفعل والقوة يجوز ان يجتمعا في ذات واحده من جهتين مختلفتين بان يكون جهة الفعلية ذاته وجهه القوة عدم شئ آخر عنه و لا منافاة بين وجود شئ وعدم أشياء كثيره عنه وكثيرا ما يعرض الغلط في العلوم من اهمال الحيثيات والاعتبارات فيستعمل منشأ الاتصاف بشئ موضع الحامل له و لا يلزم ان يكون الحامل لمعنى القوة هو بعينه منشأ تلك القوة أو حيثية ثبوتها.
مخلص عرشي أقول إن كل صفه خارجية سواء كانت لها صوره وجودية أو كانت أمرا انتزاعيا بحسب الواقع أي بان يكون وجود الموصوف بحيثية يصدق عليه في الواقع تلك الصفة فلا بد لها من مبدء قريب يكون جهة ثبوت تلك الصفة بل التحقيق ان كل معلول يكون من لوازم علته التامة كما سبق وكل صفه يكون من لوازم موصوفها الحقيقي فحينئذ لا يجوز ان يكون صفه من الصفات الوجودية أو العدمية تكون مأخوذة منتزعة من مقابلها أو ضدها فكما ان السواد لا يجوز ان يكون صفه للبياض أو لما هو ملزوم للبياض وكذا العدم لا يجوز ان ينتزع من الوجود أو مما يلزمه الوجود فكذا القوة والاستعداد لا يجوز ان يكون منتزعا من جهة نفس الصورة والتمامية ولا مما يتصف بهما المعنى الصوري (1) بما هو معنى صوري بل يجب ان يكون المحكى عنه