فليس في التخلخل مقدار باق من أول الأمر إلى آخره حتى قيل إنه يزيد أو ينقص أو يبقى بحاله بل الباقي في تمام الزمان الذي هو زمان حركه التخلخل مثلا هو نفس المادة مع مقدار ما على سبيل التبادل والمسافة هي خصوصيات هذه المقادير والمبدأ هو مقدار صغير قد بطل بمجرد التلبس بهذه حركه والمنتهى هو مقدار كبير قد حدث في آخر آن من الآنات المفروضة لزمان حركه وكذا القياس في الاشتداد والتضعف من الحركات الكيفية وقد مر تحقيق ذلك.
ثم العجب ان هذا العظيم التاله والبحث بجلاله قدره ممن حقق الامر الذي ذكرناه في كتابه المسمى بالمشارع والمطارحات في صدر الفصل المعقود لبيان الشدة والضعف فكيف وقع منه هذا المقال المغلط الموجب للاضلال حاشاه عن أن يتعمد في ذلك بحث آخر معه ثم إنه ربما يورد معارضه أوردها بعض المحققين على ما ذكره بأنه قد اختار في التلويحات ان الجرم العيني مركب من الجوهر الذي سماه هيولي ومن الاتصال و الامتداد العرضي فيقال الامتداد العرضي الذي اختار انه مقوم للجرم العيني اما كلي أو جزئي وكلاهما باطلان على النحو الذي ذكره في الدليل.
اما الأول فظاهر واما الثاني فلتبدل الامتدادات المعينة مع بقاء الجرم العيني في الصورتين اللتين ذكرهما فإن كان المقوم هو الامتداد الذي ثبت عرضيته بالتبدل وليس في العيني غيره لم يكن الامتداد مقوما للجرم لتبدله مع بقاء الجرمية وإن كان للجرم امتداد عيني باق وآخر زائل فذلك محال لأنه ليس فيه امتدادان عرضيان جزئيان.
فما أجاب عن هذا البحث فمثله جواب عن دليله غاية ما في الباب ان المعنى الثاني هو جوهر عند الحكماء وعرض عنده.