بهما أو المنتزع عنه لهما معنى مادي يكون نفس الابهام والقصور وكأنك مما قد قرع سمعك من مباحث العلة والمعلول وخصوصا في فصل بيان مناسبة العلة لمعلولها لكنت تستغنى عن الزيادة في شرح هذا المقام بشرط سلامه الذوق لكن نزيدك بيانا ونقول كل حيثية ثابته لشئ ما في نفس الامر فلا بد له من مبدء لانتزاعها ومنشأ لحصولها والقوة وان كانت عدما أو عدميا لكن لما كانت مضافة إلى شئ فلها حظ من الثبات فإنها عدم شئ عما من شانه ان يكون له أو لنوعه أو لجنسه وجود ذلك الشئ ولكن ليس بالفعل حاصلا كما بين في علم الميزان فلا محاله لهذا العدم من موصوف وقابل يصح تلبسه بملكه هذا العدم بوجه من الوجوه المذكورة فالقابل لهذا العدم هو بعينه مما يجوز ان يصير قابلا لما هو عدم له عندما خرج من القوة إلى الفعل كما أشرنا إليه فلو كان حامل قوة الانفصال هو نفس الاتصال لكان نفس الاتصال قوة على ذاته كما مر الا انا لا نكتفي بهذا القدر لئلا يرد عليه انه متوقف على الحجة الأولى في كون الانفصال مقابلا للاتصال فيكون رجوعا إليها بل نقول إذا ثبت ان لهذا العدم حظا من الوجود وان له قابلا وموصوفا بالذات فلنفتش لما هو القابل الموصوف له بالذات ولنعمد إلى بيانه وتحقيقه.
فنقول ان المبادئ للأمور الطبيعية أربعة فالقبول مطلقا صفه نسبية لا بد له من ارتباط بأحد هذه الأسباب فهو اما نعت للمادة أو الصورة أو الفاعل أو الغاية وللنظر في مثال واحد كقبول المادة لصورة الكرسي فهذا القبول ليس يجوز ان يكون صفه الفاعل ولا صفه للغاية لأنهما منشئان للفعلية والحصول لا للقوة والقبول ولا يجوز ان يكون صفه للصورة الكرسية لان وجودها نفس الفعلية لنفسها فلا يكون قبولا لها فالموصوف بها يكون مادة الكرسي ومصحح قبولها للقوة هو قصورها عن درجه التمام فإذا علمت