أعني مادة خارجية يستفاد منها جنسها الذي هو بعينه مادة عقلية باعتبار اخذها بشرط لا شئ وصوره خارجية يستفاد منها فصلها الذي هو بعينه صوره عقلية باعتبار اخذه بشرط لا شئ لكن الجسم مهية بالصفة المذكورة أي يمكن ان يعدم فصله الذي هو مفهوم قولنا الممتد في الجهات الثلث على الاطلاق المستلزم لنعت الاتصال مع صدق معنى الجوهر عليه فيلزم تركبه من مادة هي الهيولى الأولى وصوره هي الصورة الجسمية وهو المطلوب.
أقول وهذه الحجة أيضا قريبه المأخذ من الحجتين السابقتين ويرد عليها أكثر المناقشات التي سبق ذكرها وان كانت بعنوانات وعبارات أخرى غيرها لكن المال واحد كما يظهر بالتأمل تركنا استيناف الكلام فيها واعاده القول عليها مخافة التطويل والاسهاب والله ولى الحق وملهم الصواب.
فان قلت إذا كان جعل الجنس والفصل في المركبات واحدا لأنهما من الاجزاء المحمولة فيلزم ان يكون وجودهما معا وعدمهما معا فإذا انعدم عن الجسم قابلية الابعاد فيلزم ان يكون زوال الاتصال عن الجسم عن زوال الجوهرية عنه فانهدم أساس هذه الحجة لان مبناها على زوال الاتصال وبقاء الجوهرية و ليس كذلك.
قلت قد مر مثل هذا الكلام في مباحث المهية وذكرنا هناك ان زوال الفصل وان استلزم زوال الجنس من حيث هو جنس لكن لا يستلزم زواله من حيث هو مادة.
حتى أن من زعم أن الشجر إذا قطع والحيوان إذا مات زالت الجسمية عنهما بالكلية بزوال النمو والحياة وهما مبدء فصل النامي والحساس وحدث الجنس في كل منهما بحدوث جسمية أخرى بالكلية وبنيه أخرى بالتمام والتزم ان جسمية الشجر المقطوع بالعدد غير ما كان قبل القطع وكذا جسمية القالب الحيواني الباقي بعد الموت غير ما كان قبل مفارقه الروح بلحظه.
فقد كابر مقتضى عقله وحسه جميعا وليس ارتكاب هذا منه بأقل من ارتكاب