الاتصال الجوهري فهمنا انه استعداد لأمور كثيره وما أمكننا تعقل الاتصال دون تعقل هذه الأشياء وليس كذلك وأيضا لو كان الاتصال الجسمي هو بعينه انه بالقوة كذا وكذا لكان صوره الجسم عرضا لان هذا المعنى امر اعتباري عدمي أو إضافي والإضافة من أضعف الاعراض ولو كان الاتصال حاملا لقوه تلك الأشياء لم يصح ان يعدم عند خروجه فيما يقوى عليه إلى الفعل فوجب ان يبقى مع الانفصال وذلك لان ذات القابل يجب وجوده مع المقبول.
لست أقول بوصف القابلية والاستعداد لان القوة تبطل عند وجود ما يقوى عليه ولو كانت القوة قائمه بذاتها لكان الامكان جوهرا لكنه عرض كما علم.
فالحامل لقوه هذه الأشياء غير الاتصال وغير المتصل بما هو متصل بل الذي يكون فيه قوة الاتصال والانفصال وغيرهما من هيئات غير متناهية وكمالات غير واقفه على حد هو الهيولى وهذه الحجة والحجة السابقة متقاربتا المأخذ وفيها أبحاث من وجوه الأول ما ذكره بعض شيعه الأقدمين نيابة عنهم ان قولكم الجسم أو الاتصال نفسه ليس قوة على امر فمسلم لكن لا يلزم ان لا يكون القوة موجودة فيه وليس إذا كانت القوة تابعه لشئ يلزم ان يكون هي هو.
فان قلتم لو كانت القوة للانفصال موجودة في الاتصال لكان الاتصال باقيا مع الانفصال.
قلنا هو بعينه عود إلى الحجة السابقة وقد مر الكلام فيها وان قلتم انه إذا كانت القوة حاصله للاتصال قائمه به وهي شئ متحصل بالفعل فيلزم ان يكون شئ واحد بالقوة وبالفعل معا وهو محال.
قلنا الحق الصحيح امتناع كون شئ واحد من جهة واحده بالفعل وبالقوة معا واما امتناع ان يكون شئ واحد بالفعل وله قوة شئ آخر فغير مسلم ولا امتناع