رأس الخشخاش شقا رقيقا بقدر مالا ينقب ويشرط جوانب الخشخاش شرطا ابتداؤه من الشق الأول مارا على استقامة ولا يعمق الشرط فإذا نبع لبنه وصمغه أخذ بالإصبع ويجمع في صدفة وعلى هذا كل ما نبع مسح وجمع فيها وقتا بعد وقت فإنه إذا مسح موضع الشرط وتركه قليلا وجد من الصمغة شيئا قد ظهر طول النهار ومن الغد وينبغي ان تؤخذ هذه الصمغة وتسحق على صلابة ويعمل منها أقراص الخشخاش وتخزن ومن الخشخاش صنف آخر يسميه بعض الناس فار النول معناه السواحلي وهو نبات له ورق أبيض عليه زغب يشبه ورق قلومس مشرف الطرف كتشريف المنشار مثل ورق الخشخاش البري وساق شبيه بساقه وله زهر اصفر وثمر صغار بغلف منحن كالقرون وفيه بزر اسود صغار شبيه ببزر الخشخاش الأسود وينبت أصله على وجه الأرض غليظ اسود وينبت في سواحل البحر وأماكن خشنة ومن الناس من غلط وظن أن الماميثا انما يستخرج من هذا النبات وانما سمى بهذا الاسم لأنه يشبه الزبد في بياضه ومن الناس من سماء منقورافردوس وله ساق طوله نحو من شبر وورق صغار شبيه بورق اسمطوريون وله ثمر وهذا النبات كله أبيض وساقه وورقه وثمره يشبه الزبد وله أصل دقيق ويجمع ثمره إذا استكمل العظم وذلك يكون في الصيف وإذا جمع جفف وخزن (الاختيار) أجوده وأسلمه الأبيض يجب ان تدق رؤس الخشخاش من كل صنف طريا ويقرص ويخزن ويستعمل وأجود ما يكون من صمغه ما كان كثيفا رزينا شديد الريح مر الطعم هين الذوب لينا أملس ابيض ليس بخشن ولا محبب ولا يجمد إذا ديف بالماء كما يجمد الموم وإذا وضع في الشمس ذاب وإذا قرب من لهيب السراج اشتعل ولم يكن له مظلما وإذا أطفئ كانت رائحته قوية وقد يغش بان يخلط به ماميثا أو عصارة ورق الخس البري أو بالصمغ والذي يغش بما ميثا يصير زعفراني اللون والرائحة إذا ديف والذي يغش بعصارة الخس البري إذا ديف كانت رائحته ضعيفة وكان خشن الملمس والذي يغش بالصمغ يصير لونه صافيا وتضعف قوته ومن الناس من يبلغ به خبثه إلى أن يغشه بشحم وقد قال حكيم من حكماء اليونانيين انه ينبغي ان يعفى من هذا الدواء وما أشبهه من كان به وجع العين أو الاذن لأنه يظلم العين ويثقل السمع وقال ادريوس الحكيم ان هذا الدواء لولا أن يغش لكان يعمى من يكتحل به وقال آخر انما ينتفع به من الراحة فقط لينوم وأما في سائر الأشياء فهو ضار وقد لعمري انهم غلطوا وخالفوا ما يتعرض بالتجارب من قوة هذا الدواء فان ما يظهر منه عند التجارب يدل على حقيقة ما أخبرنا من فعله (الطبع) البستاني بارد يابس في الثانية والأسود في الثالثة وقيل إلى الرابعة (الافعال والخواص) أصناف الخشخاش مبردة وليس فيه تغذيه يغتذي بها والأسود منه مغلظ مجفف والخشخاش البحري المقرن الذي ثمرته معقفة كقرن الثور جال مقطع شديد الجلاء وزهرة البري منه ينقى آثار قروح عين المواشي (الأورام والبثور) قد تطلى أصنافه سوى البحري على الحمرة (الجراح والقروح) ورق المقرن الساحلي نافع من القروح الوسخة ويأكل اللحم الزائد لجلائه ويقلع الخشكريشات وكذلك زهره ولا يصلح للقروح الظاهرة لفرط جلائه والبري يتخذ منه ضماده لزيت على القروح فيقلعها (آلات المفاصل) يطلى البحري مع اللبن على النقرس فينفع وإذا طبخ أصل الخشخاش البري في الماء
(٤٥٢)