معرفة باللسان، وهذا من الممكنات الواقعة في الصناعة كثيرا حيث يقدر نفوذ الهواء وضغطه وتقطيعه على وضع خاص فينشأ منه صوت ذو كيفية خاصة مع ترجيع أو اشتمال على ما يشبه الحروف.
ومن المشاهد الشايع أن صنفا من الساعات المجلسية يحدث منها عند تحرك آلاتها صوت كصوت الفاختة أو العصفور أو الديك أو ما يشبه لفظة (يا كريم)، فيجوز أن تكون صنعة العجل الذهبي كانت على وضع يقتضي نفوذ الريح في منافذه أن يحدث منه صوت كالخوار، بل يجوز أن يكون ذلك من روح كهربائي يؤثر بالهواء النافذ إلى جوف العجل الذهب هذا الأثر فيجوز أن تكون القبضة التي قبضها السامري من أثر الرسول هو شئ بصر به دون بني إسرائيل في قعر البحر إذ عبروا فيه فوجده يؤثر بكهربائيته أثرا غريبا فأعمله في واقعة العجل.
وأن من المعروف أن في البحر سمكة إذا مس الإنسان ولو خيط الشبكة التي تقع فيها حدثت فيه بكهربائيتها رعدة مزعجة جدا، فهذا أمر لا بعد فيه أصلا، وعلى كل حال لم يكن الخوار في العجل الذهبي إنشاء خلق من الله فيه بنحو خرق العادة لا من أمر طبيعي صناعي أو كيماوي أو كهربائي، فليس هو كأحوال عصا موسى حتى يتشبث به المتكلف لقوله (إن الله لا يساعد على الاشراك به)، نعم إن ابتلاء الله لبني إسرائيل في واقعة العجل والخوار إنما كان من نحو الخذلان لهم لأجل عتوهم بأن لم يصرف بقدرته المضل عن كيده، ولا الطبيعيات الصناعية والكهربائية عن اقتضائها الذي أودعه بقدرته في نوعها كما لم يصرف عملة الأوثان عن صنعهم لها وتركيب صورتها بالصناعة وحصول صورتها بالتركيب.
وليت شعري إذا كان المتكلف يعترض في مثل هذا فما يقول في خلق الله لإبليس رأس الضلال والمشمر في الدعوة إلى الاشراك.
وإنجيلهم يقول: إنه أعطى من القوة ما يقدر به على أن يتصرف بالمسيح، الذي يزعمون أنه الإله المتجسد، وأقنوم الابن الذي حل عليه أقنوم الروح القدس حتى صار ينقله من مكان إلى مكان ويدعوه إلى السجود له.