117 بقوله يلزم التمييز بينما كان غرض الدعوة الرسولية وبين ما كان أجنبيا خارجا عنها أو ما اتصل بها عرضا واتفاقا، أما القضايا الخارجة عن الدين فلا لزوم إلى الكلام عليها، غير أن القضايا التي اتصلت بها عرضا فيلزم الإشارة إليها فأقول من هذه القضايا تسلطن الأرواح النجسة، أما من جهة حقيقتها فلا يمكنني الفصل في هذه القضية فإنه فوق طاقتي وضيق المقام يمنعني عن إيراد أدلة كل فريق في هذه المسألة، والأمر الذي أريد التنبيه عليه هو أنه لو سلمنا بقول من ذهب إلى أن هذا الرأي كان شائعا في تلك الأزمنة وكان خطأ، وأن كتبة العهد الجديد جاروا مؤلفي اليهود في ذلك العصر وتكلموا على هذه القضية حسب اصطلاحهم وعاداتهم وطرق مخاطباتهم وأفكارهم فلا يخشى من ذلك على صدق وصحة الديانة المسيحية، فإن المسيح لم يأت بهذا التعليم في الدنيا بل إنه ظهر في النصوص المسيحية عرضا واتفاقا بصفة أنه كان رأيا موجودا في ذلك العصر وفي تلك البلاد التي كان يهدي الناس فيها ولم يكن من اختصاصات الوحي تنظيم وترتيب آراء الناس بخصوص تأثير الجواهر الروحية في الأجسام الحيوانية، وعلى كل حال فلا ارتباط بينه وبين الشهادات الإلهية، فإنه إذا أعيد للأخرس الأبكم قوة النطق والبيان فلا يهمنا معرفة سبب هذا الخرس، فالمرض كان حقيقيا والشفاء كان واقعيا، ولا يهم إذا كان توضيح الناس لهذا السبب حقيقيا أم لا، وإنما الأمر الحقيقي الواقعي هو التغير الذي حصل للمريض على كل حال لأنه كان مشاهدا بالعيان لا يحتاج إلى برهان، إنتهى بلفظه.
قلت: ولم يحصل لي الأصل من كتاب بيلي لأعرف أي الترجمتين أصح ولكن القدر المتيقن منهما أن فريقا من النصارى ينكرون صحة ما في الإنجيل فيما شحنت به من أحاديث الأرواح النجسة وشؤونها مع المسيح، ولهم على ذلك أدلة، وأن كتبة العهد الجديد قد جاروا بها مؤلفي اليهود وتكلموا حسب عاداتهم وأفكارهم، وأن (بيلي) لا يمكنه الفصل في حقيقة ذلك، فإنه فوق طاقته...
وليت شعري إذا كان بيلي نصرانيا يقول: بأن الأناجيل كتبها الرسل بوحي الروح القدس فلماذا لم يمكنه الفصل في هذه القضية، وفي أي شئ