تثبت وجودها بعد الموت ولكني لم أحصل من مجرد ذلك على مقنع لي في الاعتقاد.
ومهما أتفلسف في ماهية النفس فإنه لا يغيب عن وجداني وشعوري قصور مداركي عن الوصول إلى حقيقة النفس وماهيتها.
وكما تقصر المدارك عن الوصول إلى كثير من الحقائق هل يغيب عن شعوري اضطراب المدارك والأفكار ووقوفها عن الوصول إلى حقيقة الكهربائية والنور.
هاتان الحقيقتان اللتان أضاء العالم ببهجة أفعالهما وهما محتجبان في ستر الخفاء. لا أدري هل الكهربائية مرتبطة في المبدأ بالمادة وتحدث من انحلالها؟ أم هي مباينة للمادة وعبارة عن سيالين متكافئين في المادة تهيج بخروجها عن التكافؤ وتتفرغ بعودهما إليه أم هي سيال واحد يتوازن في المادة وباختلاف الموازنة تهيج وبعود الموازنة تتفرغ.
كيف يختل التوازن والتكافؤ؟ وأين يذهب ما يختلان بنقصه وأين تذهب القوة عند التفرغ؟ هل تنعدم أن تبقى؟ وكيف تنتقل من مادة إلى مادة وأين محلها فيما تنتقل إليه؟ أم هي أمر وراء هذه الآراء والتخمينات ووراء معركتها أم ليس لنا سبيل إلى معرفة حقيقتها أم يضمن لنا المستقبل إيضاحها..
وهل النور مادة أو ذرات تنتشر من الجسم المنير أم هو حاسة يحدثها نقر تموج الأثير على عصب البصر وما هو شأن الحل الطيفي مع هذين؟ ولماذا ينفذ نور رونتجين من بعض الأجسام الكثيفة ولماذا لا ينكسر. ولماذا ينكسر غيره ولا ينفذ إلا من الجسم الشفاف؟ لا يغيب عن شعوري ووجداني أن الحواس المجردة لا تصل إلى رؤية المكروبات وأمثالها ولا إلى رؤية نبطون وبعض الأقمار ولا إلى سماع صوت الانسان المتكلم من مسافة عشرة أميال وأكثر أليس الوصول إلى ذلك من كرامة النظارات المكبرة والمقربة والتلفون اللاسلكي...