قديمة مع أن الصورة اللازمة لها خاضعة للتغير والعدم والحدوث بعد العدم.
رمزي: إن العلم يبين أن العالم مضت له ملايين كثيرة من السنين ومادته تتقلب بها الصور وتتوارد عليها التغيرات فكيف يمكن أن نقول بحدوث المادة.
عمانوئيل: عجيب قولك هذا يا رمزي فهل أنت تنسى أول الكلام أم تتناساه.
متى قبلنا افتراضات بعض الماديين في أن المادة بجميع أقسامها هي منذ الزمن القديم إلى الآن لم يطرأ عليها العدم ولم تحدث بعد العدم. وكيف تستند في دعواك هذه إلى بيان العلم مع أن الاكتشافات الجديدة من الماديين وغيرهم قد أوضحت في العلم السائد أن المادة تنعدم وتحدث وأيضا هل سمعتنا نقول إنه لم يكن لنوع المادة وجود قبل سبعة آلاف سنة أو ثمانية.
فلماذا لا تدري بأن الذي نقوله بحكم العقل والوجدان هو أن المادة ليست أزلية لأنها لا يمكن أن تكون واجبة الوجود وما لا يكون واجب الوجود لا بد له من أن ينتهي إيجاده إلى واجب الوجود الجامع لخصائص وجوب الوجود كما بيناه في الجزء الثاني وإن كان الايجاد قبل الملايين من السنين.
وأكدنا ذلك ههنا بأن المادة ملزومة للصورة ولا تنفك عنها ولا شك في أن الصورة متغيرة حادثة وما هو ملزوم الحادث حادث ليس بأزلي بالبداهية.
رمزي: ها هي التوراة تقول في أول سفر التكوين وما بعده من التاريخ ما يرجع بحسب تواريخها إلى أن مبدأ خلق العالم السماوي والأرضي لم يمض عليه أكثر من ثمانية آلاف سنة مع أن العلم يبين أن هذا الزمان لا يكفي في تكون طبقة من طبقات الأرض.